أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / النازحون وحق العودة

النازحون وحق العودة

اقليم تهامة – ✍️ مصلح الأحمدي

في خضم حملة التواصل التي دشنتها مليشيا الحوثي الإرهابية ضمن هجومها على ضواحي مأرب، ارسل الي أحد الناشطين من محافظة ريمة هذه الرسالة:
((من يريد العوده الي صف الوطن نحن علي استعداد تامين الخروج له اسمع مقطع الفيديو لتعرف عفو القياده))
فلم أرد عليه، فأرسل هذه:
(( الحقو العفو العام
ماهو خوف من تواجدكم وانما هو
رحمتا بكم
لدينا سيل العرم قادم اليكم
سيل من بشر
وما تواصلنا بكم
الا تقديم للحجه امام الله فقط
ومن باب اننا مسؤلون علي كل من نعرفهم امام الله لابلاغ الحجه))

فكان هذا ردي عليه:
أي وطن تتحدث عنه، الوطن كان يتسع لعشرات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومئات الصحف بمختلف أنواعها: الحزبية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكذلك المجلات، الوطن كان حافلا بالندوات الفكرية والسياسية والمؤتمرات العامة وورش العمل ومراكز التدريب ومعاهد التطوير والتأهيل..
هذا الوطن الذي تتحدث عنه – المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين – لم يعد وطنا إطلاقا، لا يوجد شيء مما ذكر إطلاقا، بل لم تتوافر فيه حاجيات الناس الضرورية – والحديث هنا عن عامة الناس وبسطاء القوم وذوي الدخل المحدود – أما غيرهم فوضعهم يختلف تماما والجميع يعرف تفاصيل ذلك.

لو تناولنا إمكانية العودة من عدمها من جهتين:

الأولى: مدى توافر حقوق المواطنة في هذا الوطن – كما تسمونه- مقارنة بالمحافظة التي نعيش فيها، حيث يوجد في مأرب:

مرتبات شهرية وماء وكهرباء وغاز وديزل بأسعار ثابتة، ومواد غذائية بكافة أنواعها، فهل هذه متوفرة في محافظات سيطرة الحوثي؟

الموظف النازح في مأرب يستلم في السنة 12 راتبا والموظف في تلك المحافظات يستلم في السنة راتبا واحدا كل 6 أشهر نصف راتب!

في مأرب: التعليم العام منتظم والتعليم الجامعي في تحسن مستمر، والدراسات العليا فتحت أبوابها في معظم التخصصات.. فهل هذا موجود في صنعاء وأخواتها؟

في مأرب: بناء وتنمية وتطوير، حراك سياسي وحضور حزبي، برامج ودورات لتدريب الشباب وتأهيلهم، حدائق عامة للأطفال وأندية رياضية للشباب وألعاب ومباريات وسباق خيول..إلخ.
فهل يوجد مثل ذلك عندكم؟

هل يوجد أحزاب معارضة وصحف مخالفة ومجلات ناقدة؟

هل يوجد صوت (لا يعلو) بل مخالف لصوت عبدالملك الحوثي وجماعته، والجميع يعرف مصائر الأصوات التي خالفت عبدالملك ومليشياته.

في مأرب: أمن وأمان واستقرار، وحرية التعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر، فرص للعمل تشجيع للاستثمار..إلخ.
فهل يوجد ذلك في صنعاء وغيرها؟!

الثانية: الثوابت والمبادئ والقيم التي ﻷجلها هاجرنا وبسببها لن نعود حتى ننتصر بها وﻷجلها أو نموت دونها..

الجميع يعرف – بما فيهم أنت أيها المسؤول – موقف الحوثيين من القرآن الكريم، وعائشة أم المؤمنين وكبار الصحابة والتابعين، والسلطة والمواطنة المتساوية..
فعائشة رضي الله عنها من وجهة نظرهم (قحبة) عياذا بالله تعالى، بل إن اصرارهم على ذلك مع وجود اﻵيات الصريحة ببراءة عائشة يعني أن الله سبحانه (….)، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا: (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)،
وحكاية أن ينفي شخص عنهم هذا الإفك، نقول له بأن هذه محاولة بائسة تجاوزها الزمن والأحداث، وبإمكانه متابعة ما يحدث في صعدة حيال هذا الإفك المبين.

والقرآن من وجهة نظرهم (مبتذل) ولا معنى له طالما وهو لم يؤخذ من أفواه آل البيت.. (المصدر: قناة المسيرة الفضائية وليس قنوات كربلاء والنجف، والشخص المفتري يعرفه الجميع).

وعن القرآن – أيضا – يقولون بأنه (قد جرب وانتهى ولا بد من البحث عن بدائل)، وأنه (يوجد قرآن ناطق أفضل من القرآن الكريم).. قناة المسيرة.

وكبار الصحابة – كما يرون – كفارا، فعمر رضي الله عنه سبب كل مشاكل العالم الإسلامي، وأبوبكر الصديق أضر من عمر، وكلب نتن ياهو أفضل من أبي بكر (تسجيل لحسين بدر الدين الحوثي)، وأبو هريرة (كذاب) والرسول الكريم (استحوذ على النبوة التي كانت لعلي)، وهو من قتل الحسين، (العبارة الأخيرة على قناة المسيرة) و(البخاري) و(مسلم) غير صحيحين.
أما من يحكم الشعب، فهم يرون أن السلطة حق إلهي اختصهم الله بها، وأنهم من المصطفين المقربين.. (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون). (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون).

يقاتل الحوثيون كي يصبحوا (سادة) ويقاتل معهم المتحوثون كي يصبحوا (عبيدا) وهذه حالة نادرة جدا.

نحن نعيش في مجتمع تسوده المحبة والإخاء والتسامح ولم نسمع أحدا يقول ﻵخر يا (سيدي)، أما أن يطلب منا ذلك فوالله لن نتردد في مغادرة هذه المحافظة بحثا عن غيرها فأرض الله واسعة..
قال تعالى:
(إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا).

ما أصعب أن يتعامل معك شخص مثلك كخادم له ويقنعك أنه أفضل منك وله الحق في أموالك ويصدر في ذلك قوانين وتشريعات تمنحه (خمس) دخلك اليومي.

ولهذا فإني أدعوك أن تتحين فرصة مناسبة لتنجو بما بقي من عقيدتك وفكرك حتى لا تتوفاك الملائكة وأنت ظالم لنفسك وحتى لا تكون يوم القيامة خصما للرسول الكريم وزوجته الطاهرة وكبار الصحابة المشهود لهم بالجنة.

أخيرا: عودة النازحين إلى مناطقهم أمر لا بد منه لكن بالطريقة التي يريدون، ضمن أهدافهم الاستراتيجية، أما أن يعود نازح تحت ضمانة شخص ينادي الحوثي يا سيدي، ويكون على هذا النازح العائد أن ينادي ضمينه يا سيدي، فيكون (خدام خدام الجرافي)، فذلك غير وارد.
أما سيل العرم الذي تتحدث عنه، فقد تم (تعديله) إلى (خزيمة).

شاهد أيضاً

دائرة التسليح تقيم إفطاراً جماعياً وأمسية رمضانية وتكرم المبرزين من منتسبيها

اقليم تهامة ـ مارب أقامت دائرة التسليح العام العسكرية التابعة لهيئة الإسناد اللوجستي، اليوم السبت، …