الرئيسية / أخبار الإقليم / ما بين مأرب والحديدة.. إحاطة غريفيث الأخيرة تكشف اختلال معايير المجتمع الدولي في اليمن

ما بين مأرب والحديدة.. إحاطة غريفيث الأخيرة تكشف اختلال معايير المجتمع الدولي في اليمن

اقليم تهامة – الحديدة

تتكشف معايير المجتمع الدولي المختلة تجاه الحرب والأزمة في اليمن، حيث أن المخاوف من تبعات الكارثة الإنسانية من معركة تحرير الشرعية محافظة الحديدة وحجم والقلق والضغط الدولي بغرض إيقاف المعركة قبل ثلاثة أعوام، لم يظهر تجاه التصعيد العسكري لمليشيات الحوثي الانقلابية باتجاه محافظة مأرب منذ بداية العام الجاري.

واكتفى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في إحاطته لمجلس الأمن الدولي، يوم أمس الثلاثاء، بالتلميح إلى تبعت التصعيد العسكري للحوثيين والتحولات السياسية وديناميات النزاع التي قد تعقبها المعركة الجارية إذا ما سقطت محافظة مأرب.

وبالرغم من إشارة غريفيث إلى أهمية الدور الذي لعبته مأرب في الحرب كونها مثلت الملاذ الآمن للنازحين من مناطق أخرى في اليمن الذي أتوا إلى مأرب سعياً للأمان بحسب ما أفاده في إحاطته، إلا أنه لم يبدي ذات القلق ويقدم أي حلول طارئة من شأنها أن تضع حداً لإيقاف تصعيد مليشيا الحوثي باتجاه مأرب؛ كما حدث عندما انطلقت معركة “السهم الذهبي” في مدينة الحديدة وكانت قوات الشرعية قاب قوسين من تحريرها بالكامل لولا تدخل المجتمع الدولي.

دور مشبوه
وأوضح مارتن غريفيث لمجلس الأمن في إحاطته مدى أهمية وثقل مأرب في خارطة وموازين الحرب بين الشرعية والانقلابيين، قائلاً:” إن سقطت مأرب، سيقوِّض ذلك آمال إنجاز عملية سياسية شاملة للدخول في مرحلة انتقالية تقوم على الشراكة والتعددية”.

وأضاف أنه لا ينبغي التقليل من شأن الأهمية السياسية لمأرب، إذ سيكون لتحوّل المسار العسكري في مأرب آثار مضاعفة في ديناميات النزاع في اليمن.

غير أن غريفيث، لم يسمي الأحداث والوقائع بمسمياتها وفقاً للتطورات والمستجدات الميدانية، حيث اكتفى بالإشارة إلى استمرار الاقتتال العنيف وتصاعده على حدود مأرب مع محافظات الجوف وصنعاء والبيضاء، وهو ما جعل المحلل السياسي نبيل البكيري، يرى أن هذه الإحاطة كشفت أكثر عن الدور المشبوه الذي يلعبه المبعوث الأممي إلى اليمن غريفيث كمسيّر حرب للمليشيات وليس رجل صناعة سلام.

معايير مزدوجة
وفي حديث المبعوث الأممي إلى اليمن عن وضع النازحين والسكان بمدينة مأرب، قال إن الوضع يدعو للقلق لأسباب عديدة، فالخسارة في الأرواح عالية جداً والخطر الحقيقي محدق بمئات الألوف من النّازحين والمحتاجين وأي معركة هناك سوف تكون آثارها مأساوية وتجبر هؤلاء النازحين على النزوح مجددًا عن ديارهم.

وعن طبيعة الموقف الدولي من تبعات الوضع الإنساني في ظل استمرار التصعيد العسكري للحوثيين تجاه مأرب مقارنة بموقفه في معركة الحديدة، قال البكيري، إن الأمر لم يعد سراً أو تكهناً عن المعايير المزدوجة في قاموس غريفيث ومن يقف خلفه، فضلاً عن الغياب التام للمنظمات الأممية عن هذه المدينة.

وأضاف البكيري في تصريح لـ” أوام أونلاين” أن هذه الحرب عرّت المجتمع الدولي وكشفت معاييره المختلة تجاه الأزمة والحرب في اليمن، لافتاً إلى كيفية وقوف العالم كله خلف إيقاف معركة الحديدة كمنفذ وحيد لمليشيات الحوثي على العالم بحجة السكان في الحديدة، لكنه- المجتمع الدولي- ومبعوثه غريفيث ابتلع لسانه أمام جرائم الحرب التي ترتكب بحق مدينة مأرب التي تضم أكثر من مليون نازح ومشرد من مختلف مناطق اليمن ويتعرضون للقصف الدائم من قبل مليشيا الحوثي.

وكان مجلس الأمن، قد عقد- أثناء معركة تحرير الحديدة- جلسة طارئة لمناقشة تطوراتها، تلتها جلستان مغلقتان في الأسبوع نفسه وتبعت ذلك تحركات لكبرى الدول أفضت للوصول إلى إيقاف المعركة رغم التفوق العسكري للقوات الشرعية آنذاك وإلزامها للجلوس مع مليشيا الحوثي في جولة مفاوضات نتج عنها “اتفاق ستوكولهم” الذي لا تزال المليشيا الانقلابية تتنصل وترفض تنفيذ بنوده حتى الآن.

شاهد أيضاً

ورشة تدريبية لمكون السلم المجتمعي بمأرب حول أساسيات التخطيط الاستراتيجي

اقليم تهامة ـ مأرب- خاص بدأت اليوم في مدينة مأرب، ورشة عمل تدريبية لأعضاء مكون …