رسائل إلى الأحرار في المعتقلات

اقليم تهامة ✍مصلح الأحمدي

إليكم أيها الأبطال البواسل.. إليكم أيها الميامين النشامى .. الصابرين الصامدين تحت السياط وفوق الصفيح .. في الغياهب والظلمات وسط حمم الأحقاد والضغائن والكراهية..

تجوعون وتظمؤون وتسهرون وتجهدون .. لكنكم صامدون ..

عذبكم السجان كثيراً .. فكان صبركم وتحملكم أكثر .. واستبقاكم في غياهب سجونه طويلاً .. فكان نفسكم أطول.
لم يقتنع أحدمنكم بفكره ولم يقع أحد في شراكه.. بل لم ترددوا صرخته على الرغم من صنوف العذابات المهولة والتنكيل المميت.. فما أعظمكم!

من أنتم! كيف صبرتم وانتصرتم! كيف انهزمت أمامكم منظومة العذاب والتنكيل المتكاملة ! تعب السجان وانهك كما تعبتم وانهكتم.. يئس ولم تيأسوا.
أنتم – بحق- الرادة والقادة .. أنتم القدوة واﻷسوة.. أنتم اﻷسود والفرسان .. نستلهم منكم الدروس والعبر.. فلكم الشكر والعرفان..

ما أروعكم وقد جعلتم من أنفسكم معحزة أمام الزبانية حولكم ومن يقف وراءهم، وما أروع تلك المواقف التي يسطرها من يغادر السجن، رافع الرأس منتصب القامة شامخا شموخ مبادئه وقيمه.. ولسان حاله يقول:

خرجنا من السجن شم اﻷنوف.. خرج ليلتحق بكتائب التحرير بهمة عالية ورغبة جامحة:

كما تخرج الأسد من غابها، وقد اتخذ من وسائل اعتقاله وتكبيله أدوات قمع ينال بها من عدوه:

إن القيود التي كانت على قدمي** صارت سهاما من السجان تنتقم.

من السجن الى المعركة .. من أسير معتقل إلى قائد ملهم يحمل هم من تبقى من رفاق دربه خلف القضبان.

فسلام عليكم وأنتم في المعتقلات وسلام عليكم في الجبهات.. سلام عليكم في كل وقت وفي كل حين.. يا أمل الشعب وذخر الوطن.