أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار الإقليم / لماذا لجأت مليشيات الانقلاب بالمحويت إلى التجنيد الإجباري للأطفال ( تقرير )

لماذا لجأت مليشيات الانقلاب بالمحويت إلى التجنيد الإجباري للأطفال ( تقرير )

 اقليم تهامة – خاص

يتفنن مشائخ المحويت في الإيقاع بالفريسة، ويستغلُّون عوَز الناس الذي تسبَّبت به العصابة الانقلابية في الإيقاع بالشباب وارسالهم إلى المحارق.

 

وفي الوقت الذي يتنقَّل الشيخ زيد الشامي في عزل مديرية حفاش باعتباره مديرا للمديرية؛ المنصب الذي وهبته الميليشيا ؛ كان الشاب غازي ظافر من ابناء جبل مأمون بحفاش قد رأى الأهوال واجتاز الموت مرَّات عديدة، ومن حسن حظه أنه وقع اسيراً في ايدي ابطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.

 

يقول (غازي يحيى علي ظافر) 20 عاماً : إنَّ الشيخ (زيد الشامي) جاء الى المنطقة ووعدهم بأنه سيقوم بعسكرتهم واعطاءهم أرقاما عسكرية، لتُعتمد لهم معاشات حسب قوله، مُضيفًا ” وعدنا الشيخ حقنا بأنه سيقوم بإرسالنا إلى المحويت ليقطعوا لنا بطايق ثم يعودوا بنا الى منطقتنا نستكمل الدراسة وبعدها يأخذونا أمنيَّات “.. غير أنَّ ذلك لم يكن سوى طعم .. يقول غازي الذي انتزعته الميليشيا من مقاعد الدراسة حيث يدرس في الصف الثالث الثانوي لتقذف به الى الجبهات  ”  بعدين اخذونا مباشرةً الى مدينة المحويت ومنها الى الحديدة، وتم تسليحنا وارسلونا إلى المخا “،  واشار إلى أنَّ مدير مدرسة الفتح (أحمد الشامي) وهو شقيق مدير المديرية المتحوث (زيد الشامي) كان يُحرِّض الطلاب في المدرسة ويدعوهم الى المشاركة في الدفاع عن المحويت حدّ قوله !

 

استدراج الأطفال

 

ومن الأطفال الذين وقعوا أسرى في أيدي أفراد أبطال الجيش الوطني بجبهة المخا، وظهروا في مقطع فيديو بثته احدى الفضائيات اليمنية وتداولته مواقع التواصل بشكل واسع؛ (أنور علي محمد حسن) 19 عاما، من ابناء ملحان، يدرس في الصف الأول الثانوي.

 يقول أنور إنّ الشيخ (عادل الناشري) جاء الى قريتهم وقال سنعسكركم ونعطيكم بطائق.. انتظروا الى الغد وبانأخذكم الى الحديدة، مضيفاً  ” أخذونا ليلاً وتحرَّكوا بنا في الليل ولم نعرف اسم المنطقة الا لما قالوا لنا أنتم الآن في ذمار“.

 أسير آخر (بلال صالح محمد علي النمر) من ابناء مديرية ملحان (17)عاماً، يدرس في مدرسة الزبير بن العوام؛ يقول : ” الشيخ (العزي الشجاف) زار منطقتنا ووعد بأنه يرسلنا للتجنيد يقطعوا لنا ارقام عسكرية، وسلَّمنا الى اشخاص غير معروفين قاموا بإيصالنا الى ذمار، ودرّبونا في دورة عسكرية لمدة 20 يوم على استخدام الأسلحة، ثم سلّحونا وارسلونا الى آخر تبَّة في المخا اسمها ( تبة الشعار ) .

كان (عادل الناشري) قد تمكّن قبل أشهر من خطف منصب (مدير تربية ملحان)، نظير جهوده في ارسال هؤلاء البراعم الى المتارس – بدلا عن المدارس – لمواجهة الموت في أكثر من جبهة ! في حين كافأت الميليشيا (العزي الشجاف) بتعيينه وكيلا للمحافظة للشؤون المالية والإدارية.

 

إدانات واسعة

 

رصدت منظمة حقوق الإنسان بالمحويت (117) حالة تجنيد أطفال قامت الميليشيا الانقلابية في الزجّ بهم في جبهات القتال المختلفة، ما يشير الى أنَّ الرقم قد تضاعف بفعل ازدياد أعداد قتلى الحوثيين واقتراب معركة تحرير الساحل الغربي حيث تنظر قيادة الميليشيا الى أنّ مسؤولية الدفاع عن الحديدة تقع بشكل أكبر على محافظتي المحويت والحديدة.

 

وكانت منظمة الأمم المتحدة أدانت في تقرير أصدرته نهاية العام الماضي مليشيات الحوثي لقيامها بتجنيد الأطفال بشكلٍ واسع والدفع بهم الى جبهات القتال، مُشيرةً إلى أنّ عدد الأطفال الذين جنَّدتهم قد زاد بنحو 5 اضعاف مُقارنة بعام 2014م، وأنّ مقاتليها من الأطفال يُشكلون ما يقارب ثلث المقاتلين في صفوف الحوثيين.

 

وكشفت تقارير حقوقية يمنية في العام 2016م عن قيام مليشيات الحوثي بتجنيد ما يقارب 10 آلاف طفل؛ في سابقة خطيرة تهدّد الطفولة في اليمن، وتنتهك كافة المواثيق والأعراف الدولية.

 

* فدية مالية

 

في أكتوبر من العام المنصرم خاض أحد أبناء عزلة البشاري مديرية الرجم مارثون حافلاً بالمعاناة وبعد وساطات عديدة آخرها (ابو زينب) احمد الأخفش؛ تمكَّن من استعادة ابنه الصغير من إحدى الجبهات التي سيق إليها دون علم أسرته، بعد دفع فدىً ومبالغ مالية تصل الى 200 الف ريال.

 

قال الطفل حينها إنّ الميليشيا قد أخذتهم من القرية ليلاً في دينَّات مغلقة الى منطقة رجَّح بأنها في الحيمة، وهناك أُخضِعوا للتدريب في معسكر تدريبي كان يتواجد فيه 200 فرد تقريباً، يتم تدريبهم ليلاً على مختلف الفنون القتالية.

 

* غسيل الأدمغة

 

تعهد الميليشيا عملية اصطياد الشباب الى التربويين والمشايخ والوجاهات – الذين استهدفتهم في عددٍ من الدورات التدريبية – ويقوم هؤلاء باستقطاب الشباب المراهق، ويلجأون أحيانا إلى اقناع بعض الآباء بأنَّ الهدف من تدريب أبنائهم ليس من أجل ارسالهم للقتال في الجبهات، بل بغرض إعدادهم ليكونوا لجانًا أمنية لحماية وتأمين المدن ومديريات المحافظة.

 

 بعدها يتم الحاق هؤلاء الشباب بدورات تدريبية عادة ما تقام في الأهجر بشبام او في مدينة المحويت، وبعد الانتهاء منها يتم إرسالهم الى معسكرات التدريب ومنها معسكر وادي الحسي بملحان أو معسكرات أخرى في الحيمة وأرحب وذمار حيث يخضعون للتدريب الثقافي وكذلك العسكري كالتدريب على الرشَّاش والقنص واقتحام المواقع وإخلاء الجرحى والاغتيالات.  ويتواجد في معسكر وادي الحسي خبراء تدريب عراقيين وايرانيين وآخرين من حزب الله اللبناني، ويتعرَّض الصغار خلال التدريب لعملية مُمنهجة من غسيل الدماغ وحقنهم بالعنف والتحريض وتغذيتهم فكريًا وطائفيًا وفق طابع تغريري يتحوَّل بعده الشاب إلى عدواني ويصبح أكثر حماسةً للذهاب الى الجبهات لقتال الأمريكان والاسرائيليين والدواعش حسب التعبئة السائدة خلال مراحل التدريب

 

* تجنيد قسري

 

مع الانهيارات المتتالية والخسائر البشرية الفادحة في صفوف الميليشيا على مختلف الجبهات، أقرَّت الميليشيا الانقلابية بالمحافظة الزام كل مديرية من مديريات المحافظة بتجنيد اعدادا محددة من الأفراد. 

 

ففي أواخر اكتوبر أقرَّت قيادة الميليشيا الانقلابية بمديرية جبل المحويت القيام بحملة إلى منطقة العرقوب للدفع بفرد واحد على الأقل من كل بيت للقتال في جبهة حرض ميدي أو جبهة نهم. كما خرجت قيادة الميليشيا بالمحافظة في أحد اجتماعاتها نهاية العام الماضي بقرار يُلزِم كل مديرية بتجنيد (150) فرد من اجل رفد الجبهات.

وكان مشرف الحوثيين بمديرية ملحان (ابو حسين الذماري) قد دعا في اجتماع مع مشايخ المناطق المحاذية للساحل التهامي إلى تجنيد أعداد كبيرة من أبناء المنطقة، حتى وإنْ لزم الأمر تجنيد صغار السنّ اجباريًا؛ وبعدها بأيام قام شيخ عزلة هباط بتجنيد 10 أطفال بالقوة رغم رفض وصراخ آبائهم؛ وكثيرٌ منهم تمكنوا من الفرار من معسكر الصليف والعودة الى مناطقهم.

وفي فبراير الفائت جاء مجموعة من ابناء عزلة الوسط مديرية جبل المحويت الى مدينة المحويت لمطالبة الحوثيين بإعادة أبنائهم من الجبهات.  كون أبناؤهم أطفالا قاصرين يدرسون في المراحل الاساسية والاعدادية تم التغرير بهم وارسالهم الى الجبهات دون علم اهاليهم؛ وقد التزم الحوثيون بإعادة الاطفال الى أسرهم خلال يومين.

 

لماذا الأطفال

 

في الآونة الأخيرة قامت الميليشيات بتجنيد أعداد كبيرة من الأطفال. ويرى مختصون أنّ لجوء الميليشيا الى التجنيد الإجباري للأطفال مؤشر على إفلاسها من القوّة البشرية التي أكلتها الحرب طوال عامين، واضطرارها الى تجنيد الأطفال لتعويض النقص في المقاتلين.

 

 ومن الأسباب أيضاً ان هؤلاء الأطفال متخففين من التبعات التي تثقل تحركات المقاتلين كالالتزامات الأسرية التي تعيق قفزتهم الى الحرب، وخصوصاً أن الجماعة ستتخفف من تبعات وتكاليف نفقات أُسَر وذوي القتلى بخلاف لو كان القتلى أصحاب مسؤوليات عائلية. ومن اسباب تجنيد الأطفال أنهم ناشطي الحركة في الحروب، ومنها أيضاً سهولة التمويه وسرعة استجابة الأطفال للتوجيهات والأوامر ، وعدم قدرتهم على تمييز المخاطر وغيرها من الأسباب.

 

وتكشف هذه الظاهرة أنّ ميلشيات الحوثي تعمل على خطة طويلة الأمد كونها تؤسس لمشروع ايدلوجي وليس سياسياً تسعى من خلاله لإحراز مكاسب سياسية فحسب. وتستغل الميليشيا الأطفال ليكونوا وقودا لمشروعها الكهنوتي، من خلال الزجّ بهم في القتال المباشر أو توظيفهم للقيام بخدمات أخرى كالمناوبة والامداد، نقل التغذية والذخيرة واستخدامهم كحراس وكشافة او غيرها من المهام التي تتطلبها طبيعة المعركة.

 

* موسم ازدهار التوابيت

 

في المحويت يرفل الانقلابيون في النعيم ويعيشون في رفاهية في الوقت الذي يقودون أبناء البسطاء لتحصدهم الحرب في الجبهات. ففي أطراف مدينتي شبام والرجم تتمدد مقابر الميليشيات كل يوم.

 ومنذ بداية العام الجاري استقبلت محافظة المحويت الصغيرة جثامين ما يربو على 107 ممن لقوا حتفهم في الجبهات بعد أن أوقعتهم الميليشيا في حبائلها الشيطانية وزجّت بهم في معركة عبثية مع غالبية اليمنيين وقدمتهم قربانًا لأطماعها وأوهامها بإقامة حكم سلالي عنصري كهنوتي. حتى أنّ (ويس) وهي قرية صغيرة جدًا في مديرية الطويلة قد استقبلت 12 قتيلاً أغلبهم لقوا مصرعهم في جبهة شبوة.

 

* * تجنيد او غرامات

 

تعاني الميليشيا من نزيف في الجانب البشري ، حيث مُنيَت بخسائر فادحة في عدد من الجبهات، وتضغط الميليشيا الحوثية على قيادة المحويت لتجنيد اكبر عدد من الافراد وتجنيد صغار السن، او فرض غرامات مالية مقابل ما اصطلحوا عليه ” تجهيز غازٍ ” .

وأقرّت قيادة الميليشيا على المحافظة تشكيل لواء عسكري قوامه (٤٥٠٠) مسلّح ، بهدف حماية الحديدة. حيث اكد أحد مشرفي الميليشيا نهاية اكتوبر من العام ٢٠١٦م انه مطلوب من مديرية حفاش 500 مسلح لحماية الحديدة؛ في حين فُرِض على المحافظة عموماً 4500 مسلح.

 وتواجه الميليشيا عوائق كثيرة في التجنيد  ابرزها رفض المواطنين ارسال ابنائهم الى الجبهات في ظل ازدياد عدد قتلاهم من ابناء المحافظة منذ يناير ٢٠١٧م وخصوصًا في جبهتي المخا وحرض – ميدي؛ ولذا تلجأ الميليشيا الى اساليب عديدة لإغواء الأطفال والشباب، منها اطلاق الوعود بترقيمهم واعتمادهم رسميًا كأمنيّات لتأمين المحافظة مع اقتراب زحف قوات الشرعية نحو الساحل الغربي، ومن ضمن الأساليب اللجوء الى القوة وفرض التجنيد الاجباري.

 

تقول إمرأة من احدى مديريات المحافظة ان الحوثيين طالبوا زوجها الذي كان جنديًا في (البقع) صعدة بسرعة التواجد في الجبهة مهدّدين بالقاء القبض عليه في حال رفض الذهاب.

 

وفي احدى قرى حفاش جاءت مجموعة حوثية مسلحة واقتادت خمسة افراد عنوة الى جبهة الساحل ، تمكن ثلاثة منهم لاحقًا من الفرار، في حين ما يزال مصير اثنان منهم مجهولاً ولا تعرف اسرتيهما أيّ معلومات عن مصيرهما حتى اللحظة.

 

ونهاية العام الماضي قامت ميليشيات الانقلاب بملحان بحملة تجنيد اجباري لأطفال المدارس، وأخذت 30 فردا من مديرية ملحان من قرى( هباط والمعازبة والعمارية) الى الكدن.

 

وفي اجتماع عقدته في منطقة الكدن تم الاتفاق على تكليف المشايخ والأعيان والوجاهات في المديرية بعسكرة وتجنيد أكبر عدد ممكن من الأفراد، وان وصل الأمر الى فرض التجنيد الاجباري على كل بيت، ومَن يرفض ارسال احد ابنائه الى الجبهات تفرض عليه غرامة مالية قدرها (١٠٠) الف ريال يمني .

وفي مايو  الجاري قامت المليشيا بتجنيد ٢٥ فردًا  في عزل (هباط، العمارية، المعازبة)  أطفال تحت السن القانوني، تم تجنيد معظمهم بشكل اجباري.

 

**  نقلاً عن مركز المحويت الاعلامي

شاهد أيضاً

وكيل محافظة مأرب يتفقد نقطة الفلج على طريق مأرب- البيضاء ويؤكّد جاهزيتها لتسهيل العبور منذ 3 أشهر

اقليم تهامة ـ مارب تفقد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، اليوم، ومعه مدير عام …