أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / استعدوا لمواجهة الفيضانات والسيول

استعدوا لمواجهة الفيضانات والسيول

اقليم تهامة – كتابات / يحيى السقير إعلامي

ستضرب الاعاصير والفيضانات والأمطار الغزيرة اليمن سنويا خلال 30 او 35 سنة قادمة ، حيث تشهد الأرض تغيرا مناخيا كل 35 عاما ، فضلا عن تأثير ظاهرة الإحتباس الحراري التي ستغير مناخ اليمن بشكل جذري .

الأعاصير التي تضرب سواحل سقطرة والمهرة وحضرموت وشبوة وأبين وعدن ستستمر بوتيرة متفاوتة وأحيانا بشكل كارثي .

كما أن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي تشهدها المرتفعات الوسطى والجنوبية الغربية ستستمر بصورة متصاعدة خلال هذه الفترة المناخية .

في هذا المقال سوف أذكر الاسباب وأطرح مقترحات لمواجهة الظاهرة وآثارها وأعتبر هذا بمثابة دق ناقوس خطر وإنذار مبكر لمن يهمه الامر .

الأسباب :

حافظ الغلاف الجوي للكرة الارضية على حرارة الارض مستقرة ووفر حماية كاملة للغلاف المائي والغطاء النباتي وشكل درع حماية لكل الأحياء على الكوكب فقد جعل الله من التوازن بين مكونات الغلاف الغازي والغطاء النباتي والمائي والأحياء المختلفة ما جعل الحياة متناغمة ومستقرة ، حتى اختل هذا التوازن بسبب التقدم الصناعي الحديث وظهر الفساد في البر والبحر والجو .

وتسببت مصانع الدول المتقدمة وما خلفته من أبخرة وغازات ومواد كيميائية تنفثها يوميا في الهواء وفي المياه والبحار والانهار واليابسة تغييرات في طبيعة الارض وأثرت على دورة الحياة وأول هذه المتغيرات زيادة تركيز ثاني اكسيد الكربون في الجو وكذلك غازات الدفيئة التي تطرحها المصانع و المركبات .

ومعروف علميا أن من خصائص الكربون إختزال الحرارة ، وبذلك زادت حرارة الغلاف الغازي للأرض من درجة إلى درجتين في البداية ونتج عن ذلك إحتباس الحرارة داخل الغلاف الجوي وزيادة حرارة الارض ومن مظاهره التي شهدتها الأرض خلال نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.

ظاهرة النونو والإحتباس الحراري وثقب طبقة الاوزون وغيرها ، ومن آثارها ذوبان الثلج في القطبين الذي رفع منسوب المياه في البحار والمحيطات ومن المتوقع ارتفاع مستوى سطح الماء 6 متر عن ما هي عليه حاليا مما يهدد سواحل ومدن ساحلية بالغرق ويتوقع العلماء إختفاء دول مثل المالديف التي بدأت بالغرق واختفاء مدينة الإسكندرية كاملة ونصف مدينة عدن .

ومن الآثار التي نتجت عن زيادة حرارة الارض الجفاف في مناطق من الأرض وزيادة الأمطار والسيول في مناطق اخرى وجفاف بحيرات وأنهار شهيرة مثل البحر الميت ، إختفاء الغطاء النباتي والمطر الحمضي وظهور الفيضانات والأعاصير والامطار الغزيرة .

ويرجع العلماء كل ذلك إلى أن الإحتباس الحراري وزيادة حرارة الارض أدى إلى تغير في مناطق الضغط المرتفع والمنخفض المعروفة بين خط الاستواء والعروض المدارية والقطبية شمال وجنوب خط الاستواء وهو ما زحزح المناطق التي كانت تحت ضغط مرتفع لتقع تحت مناطق ضغط منخفض والعكس .

فيما يؤكد علماء آخرون أن التغير المناخي الذي سببه الإحتباس الحراري ناتج عن زيادة في ميلان المحور الذي تدور حوله الأرض وبذلك تغيرت مناطق الضغط الإفتراضية وهذا الرأي مازال محل جدل بين العلماء .

لكن المؤكد أن تغيرات مناخية حادة تشهدها الارض بسبب الإحتباس الحراري حملت كثير من الأضرار لبعض الدول وحملت منافع قليلة لبعض الدول ومع زيادة معدل الحرارة وغياب المعالجات من قبل الدول الصناعية الكبرى التي تسببت بذلك فإن سيناريو كارثي ستواجهه الارض يهدد مستقبل الأجيال القادمة .

هذه خلاصة بحث جمعته من إصدارات علمية محكمة وقدمته بحث تخرج عام 95 نلت عليه الدرجة النهائية في وقت كانت الظاهرة في بدايتها وكان الكثير من المتخصصين لم يسمع بها والبعض يرفض الاعتراف بها .

فيما يخص اليمن فإن كثير من الفوائد ستجنيها اليمن وفي نفس الوقت فإن شبح الكوارث وحجم القوة التدميرية التي يسببها الإعصار او هطول كمية كبيرة من الامطار سيكون كابوس سنوي إذا لم نحسن الاستعداد له .

فيكفي أن تعرف أن كمية الأمطار التي تلقتها محافظة حضرموت في اسبوع يعادل كمية الأمطار التي تلقتها في 10 سنوات وهي بهذه الكمية وسرعة الجريات تكون كارثية بكل المقاييس ، وان منسوب المياه في سد مارب وصل إلى مستويات قياسية غير مسبوق منذ 33 سنة .

مقترحات :

في هكذا وضع يمكن لنا أن نحوله من شبح كارثي إلى حالة إيجابية تحت السيطرة وإليكم بعض المقترحات :

– الامتناع عن البناء في مجاري السيول والابتعاد عن ضفاف السيول بمسافة كافية وان تقوم السلطة المحلية بمنع ذلك بكل الوسائل .

– تغيير أساليب البناء الحالية ففي مأرب درج الناس على حفر أساسات غير عميقة من الجعم والأحجار الصغيرة ويجب الكف عن ذلك وحفر اساسات عميقة ووضع قواعد خرسانية إن إمكن وفي حضرموت الوادي يمكن عمل اساسات حجرية ترتفع متر او مترين فوق الارض من الحجر البازلتي للبيوت الطينية .

– تنظيف مجاري السيول من اي عوائق ومخلفات وإقامة مشروع سائلة في المدن الرئيسية فمدينة مأرب بحاجة ملحة لمشروع سائلة يشبة سائلة صنعاء القديمة يسهل إنسياب حركة الماء ويحمي المدينة من الغرق .

– تجهيز مصلحةالدفاع المدني وعمل خلية طوارئ وردفها بكل التجهيزات الضروري من جرافات وغرافات ورافعات وقوارب مطاطية ومستلزمات الإخلاء والأيواء من عربات وخيام وفرش وإن أمكن توفير مروحيات للإخلاء فذلك عين الصواب .

اتمنى اكون قد بسطت الفكرة ولفت الانتباه وسلطت الضوء بما يحفز صناع القرار للإستعداد المبكر والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها .
من مقال على صفحته في الفيسبوك

شاهد أيضاً

دائرة التسليح تقيم إفطاراً جماعياً وأمسية رمضانية وتكرم المبرزين من منتسبيها

اقليم تهامة ـ مارب أقامت دائرة التسليح العام العسكرية التابعة لهيئة الإسناد اللوجستي، اليوم السبت، …