الرئيسية / أخبار الإقليم / سجل أسود لمليشيا الحوثي تجاه الحريات الإعلامية بمحافظة حجة (تقرير)

سجل أسود لمليشيا الحوثي تجاه الحريات الإعلامية بمحافظة حجة (تقرير)

اقليم تهامة – حجة

ما أن بدأ القطاع الاعلامي بالمحافظة ينتعش وينشط بمختلف المستويات خلال الفترة ٢٠١١م/٢٠١٤م حتى جاءت ميليشيات الحوثي الانقلابية لتقضي على هذا القطاع الحيوي والمهم كما فعلت بمختلف المؤسسات وحياة المواطنين بشكل عام التي تحولت الى جحيم .

وشهدت محافظة حجة منذ ثورة فبراير وحتى انقلاب الميليشيات انتعاش وحركة اعلامية مميزة وصفها معظم صحفيو المحافظة بالفترة الذهبية فقد توسع فيها العمل الصحفي المحلي بصدور عدد من الصحف أبرزها (حجة ، والقاهرة ، ونعمان) الى جانب انشاء عدة مواقع صحفية الكترونية ، بمختلف الاهتمامات الثورية والاجتماعية والسياسية وغيرها.

كما شهدت المحافظة قبل انقلاب الحوثيين توسع لأنشطة وبرامج الإذاعة المحلية الرسمية، الى جانب ارتباط عشرات الشباب من مراسلي القنوات الفضائية المختلفة والصحف والمواقع الالكترونية ، وكل ذلك ساهم في حضور كبير لقضايا المحافظة بمختلف وسائل الاعلام .

“الصحوة نت” سلطت الضوء عبر هذا التقرير حول انحدار مستوى الحريات الاعلامية في حجة وحجم جرائم ميليشيات الحوثي بحق الاعلاميين ، وكيف عملت على تكميم الافواه فيها على خطى داعش وأخواتها ، وانعكاسات تلك الجرائم على واقع المحافظة بشكل عام وفئة الاعلاميين بشكل خاص ..

اغلاق الصحف والمواقع

شهدت محافظة حجة عقب ثورة فبراير ٢٠١١م نهضة اعلامية وصحفية فبعد ان كانت صحيفة “القاهرة” الاصدار الوحيد فيها صدرت عدة صحف الى جانبها ولو بشكل متقطع تمثلت في صحف “حجة ، ونعمان ، و حورة ، والمعلم ” الى جانب إنشاء عدة مواقع الكترونية صحفية ابرزها  “حجة نت ، والرياضي ، وحجة بري وغيرها” شكلت في مجملها مساحات صحفية وفكرية لتناول قضايا المحافظة بمختلف الجوانب .

إلا أنها توقفت مع انقلاب الحوثيين الذين اعلنوا حربهم الشعواء على مؤسسات الاعلام التي كانت الهدف الاول لهم لما تمثله من خطر عليها كونها ستعريها وتكشف جرائمها امام الشعب ، ولذا بدأت بإغلاق تلك الاصدارات ومنعها حتى اليوم.

تشريد الصحفيين  

ومع هذه الحملة الشرسة من عصابات الحوثي على الصحف والمواقع ، فقد تم ملاحقة الاعلاميين من صحفيين ومصورين وغيرهم وتسببت تلك الحملات في تشريد ما يقرب من ستين إعلاميا الى المجهول ، وتمكنت خلال هذه الحملة الارهابية من اختطاف مدير مكتب وكالة سبأ بالمحافظة منتصف ٢٠١٥م وسجنه لدى الامن السياسي استمر لأسبوعين ، وتم الا فراج عنه بعد تدخلات نافذين كانت الميليشيات لاتزال بحاجة اليهم حينها لتثبيت سلطتها .

اعمال التنكيل والملاحقات افقدت العاملين في الاعلام وظائفهم ومصدر دخلهم ليصبحوا بلا مأوى ولا رعاية يعانون مرارة النزوح وقساوة الاهمال من المؤسسات المعنية في الحكومة الشرعية .

منشور يودي بك للسجن

وفي خضم معاناة الصحفيين وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الانقلاب، لم يسلم من تعسفات الميليشيات حتى من ساندهم منذ انقلابهم ، حيث سجلت حادثة اختطاف قبل حوالي عامين تعرض لها احد صحفيي المؤتمر الشعبي العام يدعى “أحمد” نتيجة نشره عبارة على صفحته بالفيسبوك: “جائع أنا واولادي” والتي اعتبرها عصابات الحوثي جريمة لابد من معاقبته وهو ما تم بالفعل ليقضي ما يزيد عن شهرين في غيابهم سجونهم .

كما شهدت المحافظة عدة حالات اختطاف لمواطنين في اكثر من مديرية عقب نشرهم على صفحاتهم بالتواصل الاجتماعي انتقادات او كشف جرائم لمشرفيهم ، ساهمت جميع تلك الجرائم في تكميم افواه الناس وتخوفهم من ان يتعرضوا لمثل هذه الانتهاكات.

الاذاعة منبر للجماعة

سياسة التسلط التي انتهجتها الميليشيات جعلت من إذاعة حجة المحلية والتابعة للدولة منبرا خاصا لخطاباتها الطائفية ، ونافذة لبث افكارها العنصرية المستمدة من إيران ، بعد ان كانت صوتا لكل ابناء المحافظة بمختلف انتمائاتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية.

صوت واحد  

و بهذه الأعمال الاجرامية نؤكد ميليشيات الحوثي منهجيتها في تكميم الأفواه ومصادرة الحريات وإجبار المجتمع على تقديس ما تريد وتجريم من تريد وفقا لأهواء مشرفيها وعناصرها الارهابية ، وعلى طريقة داعش وأخواتها إن لم يكن أكثر فظاعة منها في الاجرام.

آثار سلبية   

ومما لا شك فيه فقد خلفت تلك الجرائم آثاراً سلبية على مستوى الحريات الاعلامية والعاملين فيها -كما ذكرنا سابقا- او على المستوى العام للمواطنين ومعالجة قضايا وهموم المجتمع ، حيث لا منابر اعلامية يمكن ان تتناول مظلومية هذا المواطن ولا وسيلة للحديث عن تسلط مشرف حوثي هنا او هناك ، كون وسائل الاعلام تمثل السلطة الرابعة.

ومع غياب أو تغييب وسائل الإعلام ومحاربة العاملين فيها باتت المحافظة غابة يعيث فيها قيادات وعناصر ميليشيات الحوثي فسادا وظلما وبطشا، ويفرضون قوانينهم حسب أهوائهم دون حسيب أو رقيب أوصلت بالمواطن فيها الى حالة البؤس في كل جوانب الحياة، وتبقى السنوات الخمس العجاف التي مرت بالمحافظة شاهدا على جرائم الحوثي وإرهابه.

*الصحوة نت

شاهد أيضاً

الماجستير بامتياز للعميد الركن عبدالرزاق الروحاني

اقليم تهامة ـ خاص حصل الباحث العميد الركن عبدالرزاق عبدالكريم صالح الروحاني، على درجة الماجستير …