الرئيسية / أخبار الإقليم / حصاد أربعة أعوام من بطش مليشيا الحوثي بأعضاء ومؤسسات إصلاح المحويت

حصاد أربعة أعوام من بطش مليشيا الحوثي بأعضاء ومؤسسات إصلاح المحويت

اقليم تهامة – المحويت

في أكتوبر من العام 2014، اجتاحت مليشيا عبد الملك الحوثي – القادمة من كهوف صعدة- محافظة المحويت السلمية المسالمة وبقوة السلاح والعنف ومساعدة الموالين لهم، وتمكنوا من بسط سيطرتهم على كل مؤسسات الدولة في المحافظة حتى الوصول لرأس الهرم الإداري، عبر تعيين وكلاء ومشرفين تابعين لهم في كل المكاتب. 

 حيث بدأت المليشيا تدشن أعمالها الإجرامية بزعزعة الأمن والاستقرار واستهداف الخصوم من خلال حملات اعتقالات ومداهمة المنازل وترويع النساء والأطفال، ومصادرة الممتلكات، وتشريد الأسر، وطال ذلك العشرات من قيادات حزب الإصلاح، فضلاً عن الانتهاكات الأخرى التي طالت جمعيات ومؤسسات تابعة للحزب، في عملية انتقام شاملة ضده، حيث يعتبر الانقلابيون حزب الإصلاح عدوهم الأول الذي وقف ضد المشاريع العبثية وأحلامهم التدميرية.

اقتحام ونهب وتشريد

أقدمت تلك المليشيات على اقتحام العديد من مقرات الإصلاح ودورٍ للقرآن الكريم والجمعيات والمؤسسات، هذه الأعمال أثارت قلق الأوساط السياسية حينها، حيث أقدمت مليشيات الحوثي على اقتحام وتفتيش 81 منزلا من منازل الإصلاحيين، وتعرضت منازلهم للنهب والسيطرة، بينها منزل رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح في المحافظة الأستاذ أحمد علي صلح، ومنزل الحاج حسين معوضة، ومنزل الشيخ محسن ثامر، كما قامت المليشيا بنهب ممتلكات منها أربع سيارات تابعة لقيادات الحزب، ونهب وثائق وبصائر وعقارات خاصة، ونهب ذهب ومجوهرات ورهانات وسلاح خاص بالتحكيم من منازل 10 من قادة وأعضاء الإصلاح.

وبلغ عدد الأسر النازحة والمشردة من أسر قيادات وأعضاء في إصلاح المحويت حوالي ألف أسرة نازحة في مأرب، تعز، عدن، سيئون المكلا، المهرة، وخارج البلاد.

وعن الانتهاكات التي طالت النساء، فقد عملت مليشيا الحوثي على ترويع الأطفال والنساء وإهانة نحو مئة امرأة إصلاحية وترويع أولادهن سواء في المنازل أو الطُرقات.

مقرات الحزب في المحويت

وبلغ عدد المقرات التي تم اقتحامها في المحويت 13 مقرا، بينها المكتب التنفيذي الرئيسي للإصلاح بالمحافظة ومقرات الحزب في كل المديريات.

كما طال عبث الحوثي عددا من المؤسسات ومقار الجمعيات الخيرية العاملة في المجال الإنساني والإغاثي، بالإضافة إلى إغلاق حوالي 32 مدرسة و80 مسجداًً، وتم السطو على كل المساجد التي كان يخطب فيها إصلاحيون وحل مكانهم خطباء حوثيون ، كما اقتحم الحوثيون ونهبوا جمعيات ومؤسسات ومنظمات ونقابات بلغ عددها حوالي 40 مؤسسة، بينها مؤسسة طيبة التي نهبت المليشيا كل ما فيها، ومؤسسة ماضون للتنمية المجتمعية، ونقابة المعلمين، وتم إيقاف ومصادرة أملاك كل الجمعيات الخيرية التي كان يديرها إصلاحيون. 

واقتحمت المليشيا ثلاث مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في المحويت ونهبت محتوياتها من أثاث وأجهزة كمبيوتر، ونهبت المواد الغذائية، حيث أغلقت دار القرآن الكريم بالرجم (دار البنين ودار البنات)، ودار القرآن الكريم في مديرية شبام، ومدرسة لتحفيظ القرآن، واقتحام مركز النساء في مديرية شبام، واقتحام مقرات جمعية الإصلاح وجمعية تعليم القرآن الكريم وجمعية الأقصى في المحافظة.

إصلاحيون مختطفون

وعن جرائم الاختطاف، فقد تم اختطاف المئات من الأعضاء والقيادات البارزة في إصلاح المحويت، وأبرز من تعرضوا للاختطاف من القيادات الأستاذ أحمد الليث، والأستاذ محمد الربع، رئيس الفرع في مديرية شبام، وخالد الرباط، ويحيى التاج، وعبد الرحمن العقبي، بالإضافة إلى ملاحقة ناشطين وسياسيين وتشريدهم.

وبلغ عدد المختطفين من أعضاء وقيادات الحزب في المحافظة: إخفاء قسري حوالي 40 إصلاحيا، واختطاف (اعتقال تعسفي) حوالي 400 إصلاحي، والبعض منهم ما زالوا في غياهب السجون، وبعضهم لم تستطع أسرهم معرفة أماكنهم واختفوا قسريا، وكان مصير الكثير إما الاعتقال أو النجاة بالنفس والهروب والتشرد.

وحشية التعذيب في السجون

تعرض عدد من قيادات وأعضاء وكوادر وناشطي الإصلاح في المحويت  للاختطاف والتعذيب وغيبوا في معتقلات الانقلاب الحوثي، وأبرز جريمة حدثت هي اختطاف عضو الإصلاح الدكتور علي عوضة وتعذيبه حتى الموت في أحد سجونهم السرية في شبام.

وبحسب شهادات لمختطفين من إصلاح المحويت تم الإفراج عنهم، فإن المليشيات في السجون تحقق مع المختطفين عدة أيام متواصلة مع بقاء المختطف واقفا على رجل واحدة لعدة ساعات ، ويضيف الشهود أن التعذيب متنوع ويشمل الضرب بالأيدي على الوجه، وبالخبطات الكهربائية والعصي والأسلاك على الظهر وفي مناطق حساسة في الجسم ، كما يتم التعذيب بربط الأيدي إلى الخلف والركل بالأرجل، والربط على الأعين وإجبارهم على التوقيع (البصم) على أوراق لا يعرفون ما هو مكتوب فيها، كل ذلك لإجبارهم للإدلاء باعترافات غير صحيحة واتهامهم بالعمالة.

دور إصلاح المحافظة في معركة استعادة الدولة

لإصلاح المحويت دور بارز في معركة استعادة الدولة في مواجهة التمرد الحوثي، وكان حاضراً في الدفاع عن الدولة منذ بداية الانقلاب، وبعد انطلاق المقاومة في مأرب، انضم الآلاف من أبناء المحافظة أغلبهم من أعضاء الإصلاح إلى صفوف المقاومة الشعبية منذ انطلاقتها في مواجهة الاجتياح الحوثي، وانخرطوا بعد ذلك في صفوف الجيش الوطني في مختلف جبهات القتال، من ميدي وحرض ومأرب نهم إلى صرواح والبقع والضالع وتعز، وقدموا تضحيات كبيرة في معركة استرداد الدولة وتحرير اليمن من المليشيا الانقلابية.

اندفع أبناء المحويت، وفي مقدمتهم قيادات وأعضاء الإصلاح، للمشاركة في معارك التحرير واستعادة الدولة من الإنقلابيين، وبذلوا أرواحهم، وارتقى من أبناء المحويت 400 شهيد، و1500 جريح، بينهم 40 معاقا تحت الرعاية الصحية، ومعظم هؤلاء من أعضاء إصلاح المحويت ، وأبرز الشهداء من القيادات: الشهيد المحامي محمد الصياد، رئيس الدائرة القانونية في إصلاح المحويت، الذي استشهد وهو يقاوم عصابة الحوثي في مدخل مدينة مأرب ، وفي 6 فبراير/شباط 2017م، نعى التجمع اليمني للإصلاح في محافظة المحويت استشهاد القائد حمود علي الحربي، رئيس الإصلاح في المدينة، والذي استشهد في مدينة ميدي وهو في مقدمة الصفوف مدافعاً عن الجمهورية.

كما اغتالت المليشيات ثلاثة من أعضاء الإصلاح في مديرية الطويلة وهم: عبده محسن الأسد، وعبده راشد فارع، وعبده قائد شرقان، حيث أقدمت عصابة الحوثي في عزلة بني الخياط قرية لكمة صيعان على تفجير مبنى لحراسة القات مما أدى إلى استشهادهم، بالإضافة إلى استشهاد قيادات أخرى في مختلف الجبهات، بينهم الأستاذ ناصر أحمد علي، رئيس إصلاح مديرية الخبت، والقياديان في إصلاح مديرية حفاش الأستاذ عبد اللطيف العدن والأستاذ خالد الحاج، والصحفي نبيل الجرباني، والذين استشهدوا في جبهة ميدي، والأستاذ عبد الخالق القادري، أحد أبرز القيادات في مديرية بني سعد ، وما زال إصلاحيو المحويت يقدمون التضحيات في معركة استعادة الدولة من المليشيا حتى اللحظة.


*- الصحوة نت

شاهد أيضاً

كيف حولت الألغام مواسم الأمطار إلى إخطار ؟

اقليم تهامة ـ إعلام مشروع مسام: لم تعد حقول اليمن ومزارعها وزراعها وفلاحوها ودوابها يستبشرون …