الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / *الإسطوانة المشروخة*

*الإسطوانة المشروخة*

اقليم تهامة – كتابات / محمد حسين يعقوب

تلك الإسطوانة التي ترددها المليشيات الحوثية المتمردة كمبرر للاعتداء على اليمنيين .. تستحضرها إذا عزمت على قتلهم وإحراق منازلهم ونهب ممتلكاتهم وتفخيخ مساجدهم ومدارسهم :

*إنها “الحرب على الإصلاح وتصفيته والقضاء عليه”*

استولت على مؤسسات الدولة وسيطرت على منشئات البلاد الحيوية وعسكرت المدن والقرى وأنهت الحياة السياسية وصفت الخصوم وانتقمت من الحلفاء وهي تردد هذه الإسطوانة : “الإصلاح .. الإصلاح .. الإصلاح…

وفي حربها على قبائل حجور رددت المليشيات نفس العبارات وساقت نفس المبررات .. وجاراها كثير من الموتورين على الإصلاح والذين لم يستفيدوا من دروس الماضي ولم تقنعهم وحشية المليشيات وجرائمها كي يتخذوها عدوا ..

وقد تابعت كغيري من بداية انتفاضة قبائل حجور كثير من الاتهامات لحزب الإصلاح بخصوص موقفه الوطني من الإنتفاضة الشعبية القبلية التي قامت بها قبائل حجور الباسلة (بمديرية كشر) رفضاً لعنجهية المليشيات وذوداً عن كرامة أبناء حجور ..

ولعل كثير من الانتهازيين وأبواق الإعلام المأجور لم يرق لهم انخراط قيادات الإصلاح وأعضاءه في حجور في إطار المقاومة التي قادها عدد من مشائخ حجور الأحرار .. فلم تنتظر تلك الأقلام حتى ينجلي غبار المعركة ولم تستطع أن تتريث ولو قليلا حتى يواري الأبطال جثامين شهداءهم أو يتمكنوا من أحصاء عدد جرحاهم ومختطفيهم ..
ليت هؤلاء تمهلوا قليلا حتى ينتهي المجرم من إجرامه ويمسح الدم عن سيفه ..

لقد استعجل القوم في إطلاق تهمة الخيانة وكان الأحرى أن ينتظروا حتى يستكمل المجرمون الحوثيون تفجير منازل قيادات وأعضاء الإصلاح وغيرهم من أبطال حجور لعل ذلك يشفي غليلهم ..

إن الحقيقة المرة التي يجب أن يعلمها الجميع هي أن من يخونون الإصلاح اليوم بعد وقف المواجهات وسيطرت المليشيات على القبائل هم أنفسهم من شككوا في معركة قبائل حجور وكتبوا في ذلك تقارير مغلوطة ومكذوبة إلى كل الجهات وأوشوا بأبطالها وفتوا في عضدهم وطعنوا في نضالهم ..

إن قيادات وأعضاء الإصلاح في حجور انخرطوا بشكل كامل في إطار قبائلهم وقاوموا المليشيات إلى جانب أحرار حجور من مختلف التوجهات واستشهد العشرات منهم جنباً إلى جنب وجرح العشرات واختطف عدد كبير منهم وهم جرحى ينزفون وفجرت عشرات البيوت وهجرت عوائلهم ونهبت ممتلكاتهم وسوت قراهم بالارض ..
فلتطمئنوا أيها الموتورون فالحوثي حريص على ارضائكم وأشباع حقدكم من أبناء حجور عموماً ومن الاصلاحيين منهم خصوصاً ..

لقد توافقت القبائل على قيادة لهم .. ولم تتصدر قيادات الإصلاح في حجور تلك القيادة وانما آثروا الميدان وتواروا عن الأنظار وتحملوا إلى جانب غيرهم من الأبطال تبعات المواجهة كمقاتلين شجعان وعملوا بتفاني في كل الاتجاهات ولم يظهروا يوما يتفاخرون بتلك البطولات ولم نسمع خلال معركة الكرامة أن أحدا منهم تحدث من ميدان المعركة عن انتماءه او نسب للإصلاح او أعضاءه أي دور من الأدوار بل كان الفضل كله لحجور القبيلة العتية وكانوا أوعى من أقلام الزيف وأحرص من دعاة التخوين ..

إن الوطنيين الأحرار من حجور وغيرها لا ينكأون جراح الأبطال ولا يشتتون جهود المناضلين في الوقت العصيب .. ولايلتفتون إلى غوايات السذج .. ولا ينزلقون في وحل الحماقات ..

لا يوجد في أجندة الإصلاح التطاول فوق التضحيات ..
ولا المزايدة على جهود الأبطال ..
ولم ينصب الإصلاحيون أنفسهم أوصياء على أحد ..
لانهم لايتقنون الرقص على جثث الشهداء .. ولا يجيدون البكاء على بقايا الخراب ..

إن حجور تعرف الإصلاح منذ زمن وليس في معركتها هذه فقط .. بل من أوآخر العام ٢٠١١م وحتى هذه اللحظة ..
إن حجور علمت الجميع معنى التسامي فوق الأحقاد وجسدت لنا تجربة نضالية فريدة عنونها الانصهار في قضية الوطن ..
فسلام على حجور
فالموقف موقفها
والميدان ميدانها
والابطال أبطالها
والتضحيات تاجها وتاريخها
لم يمنح لهم من أحد بل سطروا حروفه بدماء ابطالهم الزكية ..
وإنني علي يقين أن حجور ستنهض من جديد وعما قريب إن شاء الله .

شاهد أيضاً

كيف حولت الألغام مواسم الأمطار إلى إخطار ؟

اقليم تهامة ـ إعلام مشروع مسام: لم تعد حقول اليمن ومزارعها وزراعها وفلاحوها ودوابها يستبشرون …