الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / 30 نوفمبر.. محطة ثورية خالدة!

30 نوفمبر.. محطة ثورية خالدة!

اقليم تهامة – كتابات| أحمد عثمان

٣٠ نوفمبر يوم من أيام رحلة اليمنيين الوجودية بحثاً عن الحرية ودولة الشعب القوية العادلة، محطة سبقها وتلتها محطات وقطار الأيام دائم الحركة صانعاً محطات دفع غير محسوبة.

فللأيام حساباتها وللأجيال مفاجآتها وتحولاتها، بل وقفزاتها الهائلة التي تتشكل في رحم التضحيات ومصانع الوعي المتراكم وتجارب الإخفاقات ومعمل النجاحات وتتخبأ في معطف الغيب المرعب الوسائل والتحولات.

ستظل الرحلة قائمة من جيل إلى جيل، وستظل الشعلة مشتعلة ليس بمقدور أحد أن يطفيء وهجها ونيرانها التي تأكل القصور وتلتهم الطغاة وتزيل مدن ودول وعواصم و حضارات، وليس بمقدور أحد إيقاف انطلاق قطار الشعوب الذي أطلق صفارته الأولى ذات يوم أو الغاء موعد وصوله، ولو اجتمع طغاة الأنس والجن والأطباق الطائرة.

فالقطار يشق طريقه حاملاً شعلة التغير بين الأعاصير والعواصف تمر على هضاب الأيام والسنوات، بين توهج وهمود وانطلاق وتعثر لكنها لا تتوقف ولا تنطفئ مهما توهم الواهمون، فبراكين الحرية عندما تنطلق مدفوعة بالوعي والإرادة والدماء لا تموت ولا تتوقف.

بل تنطلق بتيار الدماء النقية الحالمة بالوصول كشلالات هادرة ووصية نبي، وستصل يوماً مداها الحقيقي وسنرى حكم ودولة يعيد للشعب حقه ويعطيه مكانته بين شعوب الأرض كشعب وليس كقطيع أو أشياء بشرية مملوكة لسيد أو مالك دعي هنا أو هناك.

ويوما سيضع المسافر عصاه في الطابق الأعلى للدولة المنشودة، حيث ديوان الحرية واستراحة الزمن المقهور على العربي المنحوس بحكام اغبياء وعوائق حضارية اسمها الحاكم والمحكوم والتابع والمتبوع والمالك والمملوك والسادة والعبيد.

هناك موعد يقيناً سنصل إليه لاشك في ذلك حيث الكرامة الغير منقوصة والحكم الرشيد الغائر بين غابات متوحشة ووراء أسوار متعددة القلاع.

سينجز الوعد وشلال الحرية المتدفق، سيصل متجاوزاً عوائق الأيام ومكر الليالي، متغلباً على السدود المنصوبة في الطريق كرؤوس الشياطين وكراسي الحكام.

وسيجرف كل الغابات بتدفق الإرادة التي بدأت في نوفمبر وما قبل نوفمبر وبعدها حتى ١١ فبراير وما بعد فبراير، حيث بداية لمع برق الربيع الموعود القادم بكل تباشيره، مدفوعاً بإرادة الأجيال وطول المدى، والإرادة الواعية في الوصول له قوة خارقة وفعل المعجزات.

حتى لو كان حبلاً فانه يشق الصخر أو قطرات ماء، ما بالك وهي دماء وزمن وإرادة تحملها سنن غالبة وقوانين أقدار حاكمة للحضارات ومسيرة البشرية وتقلباتها التي لا تعرف الثبات أبداً.

شاهد أيضاً

كيف حولت الألغام مواسم الأمطار إلى إخطار ؟

اقليم تهامة ـ إعلام مشروع مسام: لم تعد حقول اليمن ومزارعها وزراعها وفلاحوها ودوابها يستبشرون …