ذباب الحلوى

اقليم تهامة – كتابات : احمد عبدالملك المقرمي

ما من شك أن العنوان لن يعطي إيحاء بأن الذباب لا يحوم إلا حول الحلوى فقط، و إنما هو أكثر حضورا على النتن و الأقذار .

هذه حالة جُبِل عليها الذباب على أية حال، و طُبع عليها سلوكه. إلا أن هذا السلوك غير محمود، إلى جانب أنه يحمل الأدواء و العلل، و ينقل الأمراض الفتاكة  و الأوبئة . ونجد النحل على النقيض من ذلك تماما؛ فالنحل لا يحوم إلا على الزهور، و لا يرشف إلا رحيق الأزهار، و فوق ذلك يحمل الشهد و العسل و ما فيه من شفاء للناس.

 يتوسع الناس في وصف سلوك بعضهم، فيصفون إنسانا ما رقّ سلوكه، واستقام خلقه، و لطف معشره؛ فيصفونه بأنه أرق من النسيم، و ألطف من الهواء العليل! و قد يصفون تعامله بأنه  عسل أو حلاوة .. الخ.

 و إذا كان إنسان آخر يتتبع هفوات الناس و أخطائهم فحسب، وصفوه بأنه كالذباب لا يقع إلا على الأقذار  .. و هكذا .

 
الخوف من هذا الإنسان الحلاوة؛ أن يكون في موقع المسؤولية، فهناك ستكثر حوله الذباب بشكل متزايد، و بتدسس خفي، و عمل متواصل تتلوث الحلوى و تفسد جراء فعل الذباب الخبيث الذي لا يتوقف، و لا يكل و لا يمل من نقل الأدواء و الأمراض و الأوبئة (و إن يسلبهم الذباب شيئًا لا يستنقذوه منه).

حماية الحلوى من الذباب مهم بالتخلص منها نهائيا بإبعادها عن مكان الحلوى، و الحذر اليقظ و الداىم من تسللها، و إلا أصبحت الحلوى و قد فسدت و صارت ناقلة للأمراض بالرغم من حلاوتها و طعمها اللذيذ الذي يغدو طعما ناقلا للأمراض.

 قد تنأى الحلوى عن النحل، و تبتعد عنها، مع ما فيها من نفع و شفاء، فتحتجب عن النحل لتقع ضحية مكشوفة حين تصبح مرتعا دائما للذباب الذي يحوم عليها آمنا مطمئنا و قد انفرد بها .

     هنا تكون مشكلة الحلوى أنها لا تعجب بالنحل، وقد قيل :

 

      تريدين إدراك المعالي رخيصة    و لا بددون الشهد من إبر النحل

 الحلوى التي تطمئن للذباب – مخدوعة بمكر التدسس الهادئ في طرح السموم – و تحذر مما قد يصيبها من إبر النحل، مع ما فيها من شفاء، تكون وسطا نشطا من حيث تشعر أو لا تشعر في نقل الأمراض و الأوبئة !

شاهد أيضاً

كيف حولت الألغام مواسم الأمطار إلى إخطار ؟

اقليم تهامة ـ إعلام مشروع مسام: لم تعد حقول اليمن ومزارعها وزراعها وفلاحوها ودوابها يستبشرون …