أخبار عاجلة

نوائب النواب

اقليم تهامة ✍️ مصلح الأحمدي

عندما يتحول البرلمانيون من (نواب عن شعبهم) إلى (نوائب عليه)؛ فتلك ـ والله ـ أم الكوارث.

مجلس النواب من أهم مؤسسات الدولة، له صلاحيات واسعة ومكانة مرموقة وهيبة وقداسة، فهو”السلطة التشريعية للدولة، وهو الذي يقرر القوانين،ويقر السياسة العامة للدولة،  والخطةالعامة للتنمية.  الاقتصادية والاجتماعية  والموازنة العامة والحساب  الختامي، ويمارس الرقابة  على أعمال الهيئة التنفيذية “. كماأن”عضو مجلس النواب 
يمثل الشعب بكامله ويرعى 
المصلحة العامة ولا يقيد
 نيابته قيد أو شرط”.

أيها النواب/النوائب:

هل تذكرون تلك المهرجانات الكبيرة، والجماهير الغفيرة، والصيحات والهتافات، وأنتم تتحدثون فيها كأباطرة، وتوعدون كملوك؛ حلفتم الأيمان وضربتم الوعود، وعاهدتم الجماهير.. أرهبتم المسؤولين وأخفتم الفساد.. فما الذي حصل؟

لم تنجزوا عهداَ ولم توفوا بوعد.. لم تحاسبوا مسؤولاً، كما لم توقفوا فساداً.. بل كنتم على النقيض من حالكم في فترة الحملات الانتخابية؛ حيث الوعود والعهود والأساطير؛ حتى جاء الانقلاب الحوثي المشؤوم فاتجهت الأنظار صوب مجلسكم الموقر، وانتظر الشعب وانتظر.. فما الذي حدث؟

حدث ما لم يكن بالحسبان، حيث انفصل (القطاع الخاص) في المجلس واتجه صوب (مالكه) يوجهه حيث يشاء ويأمره بما يريد، فحاول ـ عبثاً ـ أن يشرع للانقلاب المشؤوم ويبارك (الائتلاف) المشبوه، ويقدم كل ذلك على أنه كرامة للشعب وفرصة أخيرة لإنقاذه!! وما هي إلا أيام حتى تبدت الأوضاع خلافاً لما روج له القطاع الخاص في مجلس النواب؛ حيث كانت طامة شاملة لم تبق ولم تذر؛ طالت العدو المبين والصديق الحميم والداعم السخي والحليف الاستراتيجي!!

بالمقابل كان هناك النواب الرافضون للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية والإجماع الوطني؛ فقد تفرقوا في الجهات الأربع وتاهوا في أكثر من اتجاه. هؤلاء (النوارس)؛ منهم من فقد البوصلة، ومنهم من اتبع (السُبل)، والقليل القليل من لم يحد عن سبيله، وكان – وما يزال – يعض على مبادئه بالنواجذ، وينطلق منها في كافة مواقفه التي تعد بمثابة إضاءات في هذا النفق المظلم، وسوف تسجل بأحرف من نور.

 أيها النواب/النوائب: تعيشون في أمن وأمان؛ ويعيش الشعب في خوف وقلق، تتقاضون مرتبات بالدولار؛ والشعب يعاني الحرمان..

هل أنتم مطمئنون لمواقفكم حيال كل ما يحدث في الساحة اليمنية؟ ما الذي قدمتموه للمرابطين في الثغور والمتارس والخنادق؛ دفاعاً عن كرامة الشعب وحريته، وبجهودهم وتضحياتهم تستمرون مسؤولين بهيئتكم وهيبتكم وامتيازاتكم، ولولا هم ـ بعد الله ـ لقدمتم ـ أنتم وغيركم ـ ضمانات كي تعيشوا مواطنين صالحين!! أولئك الأبطال منتظمون في جبهاتهم لسنوات؛ ولما تنتظم مرتباتهم لبضعة أشهر متتالية، قدّموا أغلى ما يملكون، ولم يعطوا أبسط احتياجاتهم.

أيها النواب/النوائب: من يزور مساكن الجرحى والمشافي؛ يشعر بالخجل من عظمة تضحيات أولئك الأبطال والحرمان الذي يعيشونه لبعض احتياجاتهم وهي الأدوية والمستلزمات الطبية، كما لا تخفى عليكم معانات من تم تسفيرهم الى بعض الدول لعلاجهم.
ومن يستمع لأحد المفرج عنهم من سجون مليشيا التمرد والانقلاب؛ تأخذه الدهشة من الصمود والثبات الأسطوري لأولئك العظماء، والحسرة والأسى للحرمان الذي يعيشونه في السجون وأسرهم في المنازل.

استمرار المؤسسات الإيرادية بيد الانقلابيين، استغلالهم لبعض الموانئ اليمنية، تجريف الهُوية اليمنية وتغيير المناهج الدراسية، الانتهاكات والجرائم الحوثية بحق سكان المحافظات المحتلة، تدهور سعر العملة ورسوم التحويلات، مرتبات النازحين ومستحقاتهم الوظيفية.. قضايا كثيرة وهموم متعددة غابت عنكم، أو ـ بالأصح ـ غبتم عنها، ولم تحركوا ساكنا وفقا لصلاحياتكم المخولة لكم حسب الدستور والقانون.

تذكروا قول الرسول الكريم: (ما من أمير عشرة إلاَّ يؤتى به مغلولا يوم القيامة حتى يفكه العدل، أو يوبقه الجور).

قوموا.. فلستم المستضعفين من الرجال والنساء والولدان.

أنطقوا.. (فالساكت عن الحق شيطان أخرص).

قاوموا.. اعترضوا.. لا تفكروا فيما تكفل الله به.. (وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله).

أخيراً يبدو أنكم في أمس الحاجة إلى دروس في معنى الولاء للوطن والوفاء بالقسم، والثبات عند المصائب، وأن تكونوا نواباً لا نوائب.   

شاهد أيضاً

رئيس مجلس القيادة يطلع على مستوى الجاهزية في بعض جبهات مارب.

اقليم تهامة ـ مارب اطلع فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، …