أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / رمضان.. قبل مسيرة القرآن

رمضان.. قبل مسيرة القرآن

اقليم تهامة – ✍️ – مصلح الأحمدي

للعام السابع على التوالي يحل رمضان على اليمنيين منذ كارثة الانقلاب المشئوم لوكلاء إيران في يمن الإيمان، كان اليمنيون يتأهبون لرمضان من أواخر شهر رجب، تزيّن المساجد والمنازل، وتجهّز الصالات والقاعات، يعود المغتربون وتجمع الأموال وتوفّر الاحتياجات بما فيها الملابس الجميلة والطيب النفيس. في رمضان يقبل الناس على الصلوات جماعة بشكل لافت، ويتنافس الفتية والفتيات في الصيام وتلاوة القرآن، فهناك ما يجذبهم في المساجد من أصوات القراء الجميلة والحفاوة بالمساجد ومرتاديها وحلقات العلم وحضور العلماء. في رمضان لا يحمل الفقراء والمحتاجون ـ في الغالب ـ همّ الفقر والحاجة، فهناك رجال المال والأعمال، وهناك الجمعيات الخيرية، كما أن روح التكافل الاجتماعي بدأ ينمو على مستوى القرى والمحلات والأحياء والحارات. في رمضان تجوب لجان رجال المال والأعمال الحارات بوجبات الإفطار بشكل يومي، وفرق الجمعيات القرى والعزل بالسلال الغذائية. تقام الأمسيات الرمضانية ـ بكافة أنواعها ـ والدروس العلمية والمحاضرات العامة ـ بشكل مكثّف وغير مسبوق، ويُسهم ذلك كله بشكل مباشر في تنمية الوعي وتقويم السلوك وتهذيب الأخلاق. لرمضان قدسية عظيمة وفيه روحانية نادرة ومن خلاله تسمو الأرواح وتزكو العقول وتُصقل الضمائر. يأتي الثلث الأخير من رمضان فتقام سنة الاعتكاف في بعض المساجد وسنة القيام في جميعها فترفع مكبرات الصوت وتعلو أصوات القراء خاصة أولئك خريجي دور القرآن الكريم فيصبح الوطن بكافة أرجائه كما لو كان داراً للقرآن الكريم.

هكذا كان رمضان فكيف أصبح الآن في المحافظات المحتلة؟

جاءت (المسيرة القرآنية) فاعتقلت حفاظ كتاب الله ومنعت صلاة التراويح وفجّرت وأغلقت دور القرآن والمساجد. وفي الجانب المعيشي صادرت مرتبات الموظفين واستحوذت على المساعدات وتبيع المحروقات في السوق السوداء بأسعار مهولة، أما الجانب الاجتماعي فلم تترك بيتاً إلا وفيه مأتماً وخيمة عزاء، فقد دفعت بالشباب والفتية إلى الجبهات من غير اكتراث لما يحصل لهم من قتل وأسر وفقدان، لا بل إن هذه المليشيا تعتبر زيادة القتلى في سبيلها من أي محافظة علامة خير وبركة، وهو ما أفصح عنه (غاوي ذمار) حين زفّ إليهم بشرى وصول عدد قتلى المحافظة لأكثر من خمسة آلاف قتيل. في زمن الانقلاب مطلوب من التاجر مئات الملايين ومن الموظف 11 راتباً ومن الميسورين المجهود الحربي، ومن كل ما سبق خمس الدخل! حزنٌ ونواح، أوجاعٌ ومواجع، فقرٌ مدقع وخوفٌ وهلع، امتهان واحتقار وإذلال. من رفض الذهاب قُتل، ومن تردّد في الدفع صُفع ومن أنكر (الولاية) جُعل لغيره عبرةً وآية!

تلكم صورة مصغرة لأحوال المواطنين في المحافظات المحتلة، وذلك غيضٌ من فيض انتهاكات مليشيا التمرد بحقهم، الأمر الذي يحتم على كافة جهات الاختصاص حشد كل الطاقات وتوظيف كل القدرات لدعم وإسناد الجيش الوطني من أجل إنهاء التمرد وقطع دابر الانقلاب.

شاهد أيضاً

حجة.. قتيل وجريح من “المواطنين” برصاص مسلح حوثي يعمل “حارساً” لـ “دورة صيفية مغلقة”

اقليم تهامة ـ حجة سقط مواطن قتيلاً بينما أصيب آخر، برصاص مسلح حوثي يعمل حارساً …