أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / رسائل مسربة سرا من المختطفين بخط أيديهم وهم يصفون أساليب التعذيب داخل سجون المليشيا

رسائل مسربة سرا من المختطفين بخط أيديهم وهم يصفون أساليب التعذيب داخل سجون المليشيا

اقليم تهامة – عدن

قالت رابطة أمهات المختطفين بمحافظة تعز في تقريرها بأنها تلقت العديد من البلاغات التي تعاني فيها أمهات المخفيين قسرا معاناة كبيرة جدا، واللاتي لم يجدن المساندة في رحلة بحثهن عن أبنائهن لدى التشكيلات العسكرية المدعومة من التحالف، ونفذت الرابطة وشاركت في أكثر “20”وقفة احتجاجية دون استسلام او يأس.

كما اعتمد التقرير على توثيق حالات التعذيب التي تمكن فريق الرصد الخاصة بالرابطة من رصد وتوثيق وذلك عبر مقابلات للضحايا والسماع منهم مباشرة عن التعذيب الذي طالهم فترة اختطافهم وإخفائهم وذلك بعد ان افرج عن بعضهم.

وأضاف التقرير أن الرابطة حصلت على رسائل المسربة سرا من المختطفين بخط أيديهم وهم يصفون أساليب التعذيب الذي يتعرضون لها وأورد التقرير صورا لبعض رسائلهم وشهادات أهالي المختطفين.

وأكدت الأمهات في مؤتمرها الصحفي بأن جرائم التعذيب تعد من أفظع وأبشع الإنتهاكات التي يرتكبها الإنسان كونها تفقد الضحية أدميته وكرامته وانسانيته وحقه في الحياة لذلك أجمعت الديانات السماوية والقوانين الوضعية والمواثيق والمعاهدات الدولية على حظرها وعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وذكر التقرير قصص تعذيب مروعة منها إدخال الإبر في أنوف بعض المختطفين وإحراق بعضهم “بالشولة” حتى تذوب جلودهم بالنار، فيما يتم إدخال ثعبان على المختطفين وهم مقيدي الأرجل مما أصاب بعضهم بالسكري، وأضاف التقرير أن بعض المخفين قسرا والمعتقلين تعسفياً تعرضوا للاعتداء الجنسي في سجون محافظة عدن.

الشاهد الأول:

( ع . ب ) 39 عام محافظة صنعاء
اختطفت في 30/3/2016 م من قبل مجموعة مسلحة تتبع جماعة الحوثي ثم سلموني لمجموعة أخرى قاموا بتغطية عيني وربطها ووضع القيود على يدي وأصعدوني فوق الطقم (مركبة عسكرية مكشوفة) وغطوني ببطانية كبيرة الحجم ووقف بعضهم على أطرافها حتى شعرتً بالاختناق وكنت أطلب منهم إبعادها عني فكانوا يردون علي بالضرب بأعقاب البنادق والتهديد بالتصفية الجسدية تجاوز ذلك الساعتين والنصف حتى أوصلوني إلى المعتقل الذي علمت فيما بعد أنه مركز الخياطة في مديرية متنة بني مطر محافظة ـ صنعاء وسحبوني من رأسي حتى وقعت أرضاً.
أقعدوني على كرسي وأوثقوني عليه وبدأت الاتهامات توجه نحوي بقولهم هذا هو المرتزق الخائن الذي كنا نبحث عنه وسياطهم المفتولة من أسلاك الكهرباء ولكماتهم تنهال على كل مكان في جسدي حتى بدأت أفقد الوعي جراء الضرب وكانوا يتعمدون استخدام السياط على الظهر والأيدي والركبتين، وهذه الفترة فقط هي فترة تفتيش وتسجيل المقتنيات التي كانت معي.
ثم قاموا بسحبي إلى زنزانة صغيرة جداً شديدة البرودة يطلق عليها الضغاطة، ورفضوا السماح لي بدخول دورة المياه وقاموا برمي قطعتي كدم (نوع من الخبز الرديء) طعمها لا يستساغ حيث يبدو أنها من ثلاثة أيام وكان الجو باردا جدا ولم يكن هناك بطانية أو غطاء أتدفأ به حتى كانت الساعة الثامنة والنصف مساء أخذوني معصوب العينين إلى غرفة التحقيق واستخدموا معي في ذلك التحقيق تكسير الأصابع بلفها إلى الخلف والضرب المبرح بأسلاك الكهرباء وأسياخ الحديد وأعقاب البنادق واللكم على الوجه حتى شعرت أن فكي سينخلع، وكانوا يقومون بخنقي حتى الشعور بالموت دون رأفة أو إنسانية.
ثم قاموا بربط يدي بحبل بشدة وكذلك قدمي وقال لهم المحقق علقوه فادخلوا عصا أو قضيب من الحديد تمتد بين اليدين والقدمين (يعني تعليق شبيه بتعليق الشاه عند الشواء) جسدي إلى تحت معلق، فكان الرشح يتصبب بغزارة، وظل المحقق يسأل ومعاونيه يضربوني بالسياط ويهددوني بنزع أظافري وغرز الإبر في مفاصلي.
ظللت على هذا الوضع لمدة تزيد عن أربع ساعات وأنا أصرخ من شدة الألم ثم طلبت منهم ماء فأحضروا الماء وكانوا يريقونه على صدري وعنقي ثم أنزلوني وأنا في أشد ما يمكن أن تتخيله من إنهاك وتعب، لم أستطع أن أقف على قدمي ثم أعادوني إلى تلك الزنزانة وأنا في غاية التعب وأرتعد من شدة البرد.
حتى كان اليوم الثاني جاءوا لأخذي وجراحي لم تلتئم بعد وبدأوا بتهديدي كان أحدهم يقول: سنستخدم اليوم أسلوبا أشد من أسلوب الأمس فنحن إلى الآن لم نستخدم العصا الكهربائية والكرسي الكهربائي وإلى الآن لم ننزع له ظفرا أو نغرز في جسده إبرة، وبدأ التحقيق والضرب والتعليق لعدة ساعات لكن هذه المرة كنت أشعر أن أطرافي تتمزق ولم أستطع التحمل حتى دخلت في غيبوبة ولم أفتح عيني إلا وأنا في الزنزانة، واستمر التعذيب لمدة أسبوع بنفس الوحشية؛ وقد تسبب ذلك في تورم الذراع واليدين وتمزق أنسجة الظهر والركبتين.
ثم نقلوني إلى الزنزانة الجماعية لكنني كنت أعيش آلاما نفسية مضاعفة وأنا أسمع أصوات وصرخات الأبرياء بسبب التعذيب حتى أطلقنا اسم المسلخ على ذلك المعتقل حيث يصبح الموت فيه أمنية، أذكر أنه في أحد الأيام أدخلوا أحد المختطفين علينا بعد جلسة تحقيق وكان يصرخ من شدة الألم لأنهم غرزوا الإبر في ركبتيه وآخر كانوا ينزعون جلده بآلة حادة.
ظللت ستة أشهر في ذلك المكان رغم أنهم حين اختطفوني قالوا لي نريدك فقط لخمس دقائق فحسب، ثم نقلت إلى السجن المركزي بصنعاء وظللت فيه ستة أشهر وتم نقلي إلى سجن سري علمت فيما بعد أنه يقع جنوب العاصمة صنعاء وأنه يتبع جهاز الأمن السياسي ومارسوا معي نفس الأساليب الوحشية التي تعرضت لها في معتقل (مركز الخياطة) لمدة عشرين يوما ثم أعادوني إلى السجن المركزي بصنعاء وأنا في حالة يرثى لها ثم بعد أربعة أشهر تم الإفراج عني في عملية مبادلة بأسير حرب، ورغم كل ما عانيته فترة اعتقالي لم تجد الابتسامة طريقها إلى شفتي عند خروجي لأنني فقدت والدي قبل الإفراج عني بيوم واحد ولم أتمكن من إلقاء نظرة الوداع عليه.

الشاهد الثاني:

(حمدي أبو الغيث) 38 عاما محافظة الحديدة
عند اختطافي (بتاريخ 1/12/2015) قاموا باحتجازي في أمن المنطقة وهناك أدخلوني في غرفة مظلمة وربطوا على عيوني ثم أدخلوا في أنفي إبرتي خياطة عن اليمين وعن اليسار حتى خرجت الإبر من الجانبين واستمرت لعدة ساعات ثم قاموا بضربي بخشبة على وجهي وبطني وقدمي حتى سالت الدماء من وجهي وسائر أجزاء جسمي ورفضوا إسعافي كما أفرغوا مادة مجهولة في وريدي عن طريق إبرة.
ثم نقلوني إلى معتقل آخر(مبنى مؤسسة الغيث الخيرية) وهناك قاموا بضربي بكيبل الكهرباء من الساعة الثانية عشر ليلا الى الساعة الخامسة فجرا ضرب مزدوج من قبل شخصين حتى أغمي علي يريدون مني الاعتراف بأشياء لم أقم بها ولا أعرف عنها شيء.
ثم نقلوني الى إحدى المزارع و تم قصف طائرات التحالف لتلك المزرعة فاستشهدوا أربعة منا وكنت ضمن الجرحى فنقلونا في ثلاجة سمك محكمة الإغلاق وأغلقوا علينا الباب حتى كدنا نموت من انعدام التهوية وألم الجراح ولم نلبث في المستشفى إلا يوما واحدا فقط ثم أعادوا احتجازنا في مكان آخر معرض للقصف ـ وما زالت دماؤنا تنزف من أجسادنا ـ وبالفعل تم قصفه ونجونا للمرة الثانية.
ظللنا لمدة عام ونحن مقيدي الأرجل وممنوعين من الاتصال والتواصل بأهلينا وممنوعين أيضا من التعرض للشمس وكانوا يغلقون الأبواب والنوافذ علينا رغم حرارة الجو المرتفعة وكان الطعام الذي يقدم إلينا متعفن وبكميات قليلة للغاية، ولم يكن يسمح لنا بالخروج إلى دورة المياه مما يضطرنا للتبول وقضاء الحاجة في نفس الغرفة.

الشاهد الثالث:

(م. س) محافظة عدن
تم اختطافي من قبل مسلحين يتبعون الحزام الأمني واقتادونا ونحن معصوبي الأعين إلى مكان مجهول، وتم ربط أعيننا حتى لا نتعرف على هوية من يقومون بتعذيبنا وتم تجريدنا من ملابسنا بشكل كامل بحيث جلسنا على كراسي التحقيق ونحن عراة، وكان يتم التحرش الجنسي بطريقة استفزازية حيث يتم إخراج العضو الذكري للمعتقل وتسليط الكهرباء عليه، وكما يعمل المحقق على إخراج عضوه الذكري ويضعه في وجه المعتقل مع التهديد بالاغتصاب، وكما كان يتم فتح فتحة الشرج بقوة حتى ينزف المعتقل، بحجة انهم يخفون الجوالات في الداخل، وتم تعليق بعض المعتقلين خلال شهر رمضان كما كان يتم اجبارهم على الإفطار ومنعهم من الصلاة وكنا إذا ذكرنا الله يقومون بسب الرب والدين أمامنا.
ومن أكثر المواقف المؤلمة التي أتذكرها أنهم أحضروا فتاة، وقاموا باغتصابها أمام المعتقلين.

الشاهد الرابع:

(ح. س. ج) محافظة ريمة 20 عاما
اختطف من إحدى النقاط من قبل جماعة الحوثي المسلحة وتم احتجازه في احتياطي الثورة كان يعاني من حالة نفسية ويستخدم أدوية لذلك وكان يصرخ في السجن ويناشد القائمين عليه أن يسمحوا له بإدخال علاجه ويحدثهم أنه كان في طريقه إلى مستشفى الأمل للأمراض النفسية والعصبية، و أن لديه ملف في المستشفى المذكور وبإمكانهم الرجوع إليه والتأكد من ذلك ولكن دون جدوى إذ كانت حالته تسوء يوما بعد يوم و لم يستجب أحد لمناشداته؛ وبدلا من تلقيه العلاج النفسي كان يتلقى الصفعات و جلسات التعذيب التي ما كان يقوى جسمه الهزيل على تحملها لدرجة أن أذنه كانت تسيل الدماء منها جراء الاعتداء عليه بالضرب في وجهه ورأسه ثم تحول الدم إلى قيح وصديد يخرج من أذنه وهو يصرخ من الألم و كلما عبر عن ألمه أو وجعه زادوا في تعذيبه.

يقول (م. ع ) والذي كان محتجزا معه في احتياطي الثورة: كنا في عنبر 5 وأخذوا (ح. س.ج) إلى الانفرادي و في الليل كنا نسمع صراخه و عويله بشكل مقلق فاستفسرنا عن ذلك و قمنا بعمل ضجة كبيرة في السجن حتى أعادوه إلى العنبر وكان يبكي بحرقة شديدة وعندما سألناه حكى لنا أن (أبو خليل ـ مشرف حوثي في السجن) قام بكلبشته بوضع السمكة بحيث يكلبش يده اليمنى مع رجله اليسرى و رجله اليمنى مع يده اليسرى ثم أدخل عليه أحد المجرمين قام بضربه واغتصابه وهو في هذه الوضعية؛ فشعرنا بالأسف الشديد لحاله وتحدثنا مع أبو خليل ولماذا يقوم بمثل هذا العمل الإجرامي فادعى أنه أنقذه قبل أن يتم الاعتداء عليه ولكننا نعرف كذبهم وإجرامهم .. ساءت حالته النفسية بعد هذه الحادثة حتى فقد التمييز وصار يدعى بالمجنون.

شاهد أيضاً

وكيل محافظة مأرب يتفقد نقطة الفلج على طريق مأرب- البيضاء ويؤكّد جاهزيتها لتسهيل العبور منذ 3 أشهر

اقليم تهامة ـ مارب تفقد وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، اليوم، ومعه مدير عام …