الاحمدي يكتب تحت عنوان : تحرير الذات أولا

​اقليم تهامة ✍ مصلح الأحمدي

ما أحوجنا إلى الوقوف مع ذواتنا، وقفات جادة من منطلق المسؤولية لتعزيز كل إيجابي ومحاولة التخلص من كل خلق مشين.

نحن بحاجة إلى الوقوف على مرافئ الشمائل السامقة وسفوح المثل الزاهية وقمم نكران الذات وحب الخير لكل الناس.
لا بد التخلص من تراكمات الماضي وسلبياته..

من قيود الأنانية والاعتداد بالنفس .. من تسفيه اﻵخر واحتقاره ..

هناك أشخاص يتعاملون مع اﻵخرين معاملة المعلم النابغ مع الطالب المتخلف .. وهذه – لعمري – كارثة دهماء.
أخلاق مشينة وتصورات خاطئة ورؤى وأفكار غير سوية تحتل مشاعر بعض الناس وتستوطن أحاسيسهم ووجدانهم -وتؤتي أكلها شديدة المرارة على أفعالهم وتصرفاتهم – هم في أمس الحاجة إلى تخليص ذواتهم منها فيستبدلون الكراهية بالحب والسخط بالرضا وسوء الظن بحسنه (والأنا) ب(نحن) لكي تستقيم الخطى ويتحقق الهدف..
كثرة الصخب والضجيج لا تعبر عن عمق ولا اتزان قدر تعبيرها عن خلو صاحبها من أي هم وطني جامع أو موقف مشترك او قضية عامة.. وحينها يصدق عليه قول (البراميل الفارغة تحدث طنينا).
ما أحوجنا إلى أن نتخذ من مواطن خلافنا فرصة مواتية لتنضيج اﻷفكار وتجويد الرؤى لنخرج بمضامين بناءة تجسد الوعي المستنير وتسهم في البناء القويم.
معاداة الحقيقة وعدم الاعتراف بتميز اﻵخرين علينا – إن تميزوا – وتقبيح الجميل وفرض (اﻷنا) أمراض فتاكة متعدية غير معدية.. فآثارها تنال اﻵخرين، والآخرون يحمدون الله على العافية، والسعيد من اتعظ بغيره!
تحل أحياناً أجواء مثمرة وبناءة يعززها ذوو الهمم وعشاق القمم بأفكار نيرة ورؤى مثمرة ويسود الجميع حالة صفاء استثنائية تقود إلى تحقيق حلم منتظر لبلورة موقف مشترك.. وفجأة تظهر أصوات مغايرة أقل ما يمكن قوله عنها بأنها لم تستوعب الموقف أو ضاقت به ذرعا – وكان جدير بها أن تلتزم الصمت (فالصمت في حرم الجمال.. جمال)، لكنها لم تفعل، ليستمر المشهد: (الناس في صجة ورجة والدهلبي يخطب) كما يقول المثل العربي.
حين يقلد الأطفال الشيوخ يضحك لهم من حولهم ويطلبون منهم المزيد .. وحين يحصل العكس تضيق الأرض بمشاهدي الموقف ويسألون الله حسن الخاتمة. 

ويقبح بالفتى فعل التصابي*** وأقبح منه شيخ قد تفتى.
الأحداث متسارعة والوقت كالسيف والزمن لا ينتظر أحداً فالبدار البدار لتقويم الذات والارتقاء بالنفس والاندماج في المجتمع .. فمن لم يتجدد يتبدد.. ومن لم يتقدم يتقادم.