موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة
كتابات ا ✍عبدالحفيظ الحطامي
تمر اشهر ، ورجال الجيش في جبهات الشرف والصمود والتحرير ، بلا رواتب ، واسرهم واطفالهم يتضورون جوعا ، هذه الحقيقة الموجعة والصادمة التي يجب ان توقض ضمير الشرعية وقادتها ومسؤوليها ، ازاء هذه النماذج الوطنية الجسورة ، الصامدة والصابرة في مواقع تحرير الوطن ، احدثكم عن جنود الجيش الوطني والمقاومة .
احدثكم عن جرحى عادوا الى مواقع القتال رغم ان جراح بعضهم طرية ، والبعض فقدوا اطرافهم ، ومع ذلك لم يخلدوا للراحة ، اوالعودة الى اهاليهم وذويهم ، لكنهم عادوا الى مواطن التضحيات والصمود ، احدثكم عن اسر الشهداء الصابرين على البؤس ووجع الفقد والجوع والحرمان .
احدثكم عن انقى واسمى الرجال من شباب اليمن ورجالها البواسل ، من يقدمون ارواحهم فداء للوطن ، عن جرحى وهبوا اجزاء من اجسادهم واستلذوا ألم جراحهم ليشفى جرح الوطن ، من لا يزالون صامدين في مواطن الشرف والفداء والتحرير ، مدافعين عن الوطن وامنه واستقراره ، الساهرين لاجل الشعب ، في سفوح الجبال والتباب بين البرد والمطر ، وفي الصحاري بين القيض والريح والغبار ، من تتغير المناخات والتضاريس بهم وبمهامهم العسكرية ، ولا تتغير روحهم القتالية واهدافهم النبيلة ، التي ينسجونها من راحتهم ودمهم وصحتهم واجسادهم ، كي يستعيد الوطن عافيته ، وتستعيد الشرعية ، الدولة وتبني الجيش والامن ، ويتحقق حلم اليمنيين في العدالة والمواطنة والحرية والحياة الكريمة والدولة الاتحادية المنشودة ،
احدثكم عن اولئك المقاتلين الصامدين ، من يقتاتون القليل من الارز والزبادي والكدم ، وانتم ايها القادة ، ترفلون في مواطن البذخ والسرف والفنادق والمطاعم والوجبات السريعة والباذخة ، احدثكم عن من فارق اهله واطفاله منذ 3 سنوات لاجل الوطن ودفاعا عنه ، وسعيا لتحريره من مليشيات الانقلاب ، لا يملكون قيمة مواصلات لإسعاف مرضاهم الى الطبيب ، ناهيكم عن قيمة العلاج ، بينما انتم تبحثون عن علاج اهاليكم وابنائكم في مستشفيات الداخل والخارج ، ويمنح البعض لابنائه منكم رتبا ورواتب بحق او بدون حق ، بينما أولئك الابطال الميامين ، يصرف لهم الراتب بعد شهور من الجوع والجعجعة والحرمان ، وبعض هؤلاء تسقط اسماؤهم من كشوفات الراتب ، وآخرون يتم تغيير رتبته وهو في مقدمة الصفوف ، فيما تصرف الرتب للقاعدين والمقربين .
هؤلاء الابطال الميامين ، لا يريدون رواتب كرواتبكم ، ولا سيارات كسياراتكم ولا رتبا كرتبكم ، كل ما يريدونه ان تنتظم رواتبهم ليأمنوا على اهلهم واطفالهم من الجوع والمسغبة ، هؤلاء لولاهم لما كنتم الآن في مواقعكم ، ومناصبكم ورتبكم ورواتبكم ، لكنتم اليوم ، اما سجناء ومختطفون او رهناء للمشروع الايراني فاقدين وطنا وهوية وكرامة .
ان لم يكن هؤلاء الابطال في مواقعهم ، لكانت اليمن سقطت بيد المشروع الايراني .. ولكانت قوات الحوثيين المدعومة ايرانيا ، تجتاح عدد من دول الجوار ، من المؤسف ان يصل الحال بالمقاتل الصامد الصابر في مواقع الشرف ، وهو لا يجد قيمة كرت اتصال للاطمئنان على اهله واسرته واطفاله ، من المؤلم ان يضطر بعض المقاتلين ان يطلب من اهله بيع ادواتهم المنزلية لتوفير رغيف الخبز لهم ، بعد ان استنفذوا بيع حلي ومجوهرات وممتلكات اهاليهم ، من المحزن ان تمر اشهر على مقاتل يتحمل مسؤولية وطن .
بينما لا تستطيع دولته والمسؤلين فيها توفير لاسرته ابسط هذه المطالب ، وما قيمته رغيف خبز ويبيت اهله واطفاله يتضورون جوعا ، من المخجل ان تجوع اسر الشهداء والجرحى ، من العيب ان تصرف رواتب قادة الشرعية شهريا وبانتظام وبامتيازات وبدلات وووو ، بينما اولئك الابطال الذين ينتزعون الشرعية من براثن ومخالب الانقلاب بارواحهم ودمائهم ، ولا يجدون راتبا شهريا يوفر لذويهم ادنى متطلبات العيش الكريم ، مؤلم ان يبيع هؤلاء الشرفاء الاطهار كل مالديهم ويستدينون وتتراكم عليهم الديون ، فيما تتخم ارصدة المسؤولين في بنوك الداخل والخارج ، ان اردتم نصرا واستعادة دولة ، احترموا هذا المقاتل من يدافع عن الوطن ، ومن يجالد ويجوع لاجله .
اعلموا بأن راتب المقاتل ليس فضلا ولا منة منكم ، ولكنه واجب عليكم توفيره ، على الاقل ليأمن هذا المقاتل على اهله من الجوع ، ان يقاتل وعقله في المعركة وليس في امعاء اطفاله الطاوية ، سيادة الرئيس والنائب وقادة الحكومة والشرعية عموما ، اما ان توفروا رواتب هولاء الابطال شهريا ، او تتساوون معهم في عدم صرف رواتبكم حتى تشعرون بفداحة المأساة بحق هؤلاء الابطال الصامدين في مواطن التحرير .
من المخجل بأن من يموت لاجل الوطن ، يموت ابناءه جوعا ، فيما تصابون انتم بالتخمة .. اعلموا جيدا بأن هؤلاء الابطال آثروا الوطن بتضحياتهم التي لا تقدر بثمن ، ولكن يطالبونكم فعل شيئ لأجل اطفالهم ، امنحوا هؤلاء الابطال حقوقهم او عيشوا وموتوا على ما يعيش ويموت عليه هؤلاء الانقياء دفاعا عن اليمن .
