موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة
✍عبدالحفيظ الحطامي
ان تضطر قناة فضائية ، كقناة رشد للإغلاق بسبب عجز مالي ، وهي الموالية للشرعية والتحالف العربي ، ولها حضور فاعل مع التحالف والشرعية في مواجهة الانقلاب ، وهي محسوبة على تيار سلفي معتدل مناهض للانقلاب والمشروع الايراني في اليمن ، في الوقت الذي يفتتح فيه محمد العماد وعابد المهذري قناتين لجماعة الحوثي ، في هذا الظرف بالذات ، انه لتطور خطير في مسار المفارقات التي تتسع في الساحة اليمنية ، وامر بالغ الخطورة ومدعاة للسخرية كذلك .
ان يتم عرقلة ومواجهة شخصيات سلفية معتدله ومؤيدة للشرعية والتحالف العربي ، تقاتل معها بصدق ، بينما يتم دعم وبسخاء لعناصر متشددة ومناوئة للشرعية ومتهمة بالإرهاب من امثال هاني بن بريك وابو العباس وغيرهم ، فهذا مدعاة للضحك والسخرية معا ، ولمن يعتقد ان الشعب اليمني يتفرج على هذه المهازل والتداعيات السخيفة ، فهو لا يعي بأن اليمنيين يدركون كل تفاصيل ما يحدث من حولهم ، واتخاذ مواقف ازاء هذه المفارقات العجيبة ، مجرد وقت سيندم من يقف خلفها او سكت عنها .
ان تفبرك اجهزة الحزام الامني وادواتها افلام ضد ابناء عدن الاحرار ، من قيادات في المقاومة والشرعية وشخصيات راقضة للانقلاب الحوثي ، بينما يستقبل واحد من المتهمين بالقتل الى وقت قريب ، سبق وان قصف عدن ، وقتل من جنود التحالف العربي بصواريخ توشكا التابعة لعمه وابن عمه ، فهذه المفارقة مدعاة للسخرية ، واوراق مكشوفة عن اجندات لا تزال تحاول جاهدة تقوية اذرع ايران في اليمن ،من خلال اضعاف الشرعية والنيل من كل الجهات التي تواجه وتتصدى للمشروع الايراني في اليمن قاطبة .
ان يتم عرقلة تحركات قيادات في حكومة الشرعية ، وتعطيل عملها وتنقلاتها ونشاطها من اجل اهداف اليمن وامنه واستقراره ، ويتم التقطع لها من قبل اجهزة خارج نطاق الشرعية ، وداخل نقاط امنية في المحافظات الجنوبية ، فهذا مسلك كارثي ، خاصة وان ضباط من الحرس العائلي والحوثي الايراني المتهمون بقصف محافظات الجنوب والشمال وحصار مدنها وتجويع سكانها في هذه الحرب التي اشعلوها ، يتدفقون الى هذه المحافظات ويجوبونها ، وتحت مرأى ومسمع وحماية هذه الاجهزة وتوابعها واجندتها المفضوحة امام الجميع ، لا شك ان هذه الصورة البائسة والمؤلمة تثير ايضا المزيد من السخرية لدى اليمنيين قاطبة ، ازاء ما يحدث من حولهم من ممارسات تخدم المشروع الايراني في اليمن من جهات تدعي عبثا بانها جاءت تواجه انقلاب الحوثيين .
مفارقات مروعة ومرعبة ان يتم استدعاء كل ادوات التحالف الحوثي وتقويتها ، فيما يتم اضعاف الشرعية وتعطيل حكومتها ، ومنع عودة الكثير من رموزها الى العاصمة المؤقتة عدن ، بينما تتجول وتسافر شخصيات محسوبة علنا وسرا على المشروع الايراني واجندته الضاربة في جذور حكام وحكم العائلة المتحالفة مع الحوثيين لصالح تحقيق اهداف المشروع الايراني في المنطقة .
اذا ما استمرت هذه المفارقات في التوسع ، فإنها لا شك تقوي مليشيات الحوثي وتدفع بها الى المزيد من مواجهة اليمنيين واشقائهم بصورة غير مسبوقة ، وحين بلغت ممارسات اضعاف الشرعية في اليمن اوجها في الاشهر القليلة الماضية ، زادت وتيرة تصعيد الحوثيين من هجماتهم الصاروخية على المدن اليمنية والسعودية معا .. لقد بلغت ممارسات اضعاف الشرعية ، مرحلة مكنت مليشيا الحوثي الانقلابية من تصعيد وتيرة قوتها الصاروخية ، اضعاف الشرعية في اليمن ، يعني العودة للمرحلة الاولى من اهداف الحزم والعزم وكأنك يابو زيد ماغزيت .
