موقع إقليم تهامة الحدث والحقيقة
اقليم تهامة – مقالات
✍مصلح الاحمدي
النضال الوطني.. عزيمة قوية وإرادة صلبة يجسدها سلوك المناضل وتضحياته في شاهقات الجبال ووعورة التضاريس وصعوبة الأوضاع وقسوة اللأواء.. فيتحداها المناضل كلها ويثبت أنه أصعب منها ويؤكد عزمه على أن ينال النصر قبل أن يناله الانكسار.
النضال الوطني.. قبلة المناضلين الأحرار وغاية المقاتلين الأبطال .. قضاؤهم وقضيتهم، كما أنه دينهم وديدنهم.. من أجل وطنهم الغالي يتعبون ويسهرون.. يجوعون.. يعطشون.. يحاصرون.. يصابون بجراحات غائرة واصابات بليغة.. يفقدون من أجسامهم أجزاء أو اطرافا ومنهم من يشل كلياً وآخر جزئياً.. ومع ذلك لا تنخفض لهم معنوية ولا تنحسر لهم همة كما لم تخور لهم قوة.
النضال من أجل الوطن هو رباطة جأش من فقد أغلب أسرته في هذا الطريق وجماح مختطف بين يدي الوحوش الغاصبة وقوة صبر ذوي الجراحات المتعددة .. وهو كذلك سرور أسرة اختار الله منها (مندوبا) ليحيى عنده.
المناضلون ﻷجل الوطن مشروعهم الاسترتيجي التحرير والتأمين.. والإعمار والتنمية و(التخلية والتحلية)!
المناضل.. مناضل. لا ينتظر مدحا ولا إشادة ولا إشهارا.. ولا يسأل كذلك عن التصوير أو التوثيق أو الأرشفة.. ولا يريد من أحد جزاء ولا شكورا.. لسان حاله يقول: (وعجلت إليك رب لترضى).
النضال الوطني .. نسيان الذات والاعتراف باﻵخر.. ونبذ الأثرة والتحلي بالإيثار.. واذكاء روابط الإخاء وأواصر الألفة والمحبة بغية تحقيق قوة الصف وصلابة الجبهة.
المناضلون.. لا يساومون على حساب قضيتهم ولا يرتبطون بأجندات تعيق تحقيق غايتهم ولا يشترطون من أجل نضالهم.. جادين مخلصين في طريقهم.. لا يلوون على شيئ.
فالمناضل- إذاً- المرابط في القمة أو السهل في التبة أو الحيد دفاعاً عن الوطن وكرامة الشعب.. هو القدوة والقائد والمعلم.. وهو من يجب أن تنحني له الرؤوس وترفع له التحايا ويمنح كافة حقوقه بصورة دائمة من غير من ولا أذى.
أخيراً هذا هو النضال الوطني وهؤلاء هم المناضلون الوطنيون الأماجد، يحدونا الأمل أن يكف أولئك الذين يعيشون الفراغ ويغردون خارج السرب عن شهادات منحه ﻷناس وسلبه عن آخرين وهم ممن لا تقبل شهادتهم ابتداءً.