معركة الجرامل

كتابات ا عبدالاله البوري

حينما تنظر إلى لحاهم البيضاء و تجاعيد وجههم الشاحبة تشعر و كأنك تنظر إلى قمم الجبال و تجاعيد القفار التي يعيشون عليها , إنهم أهالي مديرية ناطع بمحافظة البيضاء شيوخ القنص و أبطال معركة الجرامل , كان لهم الدور الكبير في تحرير جبال ناطع و التقدم إلى أول جبال مديرية الملاجم .

قال لي أحد ضباط الجيش الوطني متحدثا عنهم … هولاء بدو هم أصحاب الجبل لا يقاتلون إلا بالجرامل , ثم أكمل حديثه عنهم بمعنويات عالية قائلا : لدينا أجهزة سلكية حوثية حصلنا عليها من الأسرى الحوثيين و في لحظة انهيار الحوثيين استمعنا إلى حوثي ينادي بالجهاز
يا ولي يا ولي ….هولاء معهم ابو هندراب …..كسروا رؤس أصحابنا ..هذه البلاد فتنة كملت المجاهدين(يقصد الحوثيين) ثم أنهى حديثه ضاحكا ….الحوثيين يسمون الجرامل ابو هندراب لأن أجزاء التعمير تشبه هندراب الباب .

أثناء زيارتنا للمواقع كان أصحاب الجرامل يتمترسون في سفوح الجبال و كانوا ينظرون من عدسات الدرابيل صوب متارس الحوثيين و كأنهم في مهمة صيد ممتعة بالمعنى العسكري يشكلون كتيبة من القناصين المحترفين المزعجين للعدو.

يقود المعركة العميد صالح عبد ربه المنصوري قائد اللواء 173 مشاه و تسانده سرايا من اللواء 19 مشاه و سرية من كتيبة الشهيد الشدادي و سرية من كتيبة المدد

لقد تمكن الأبطال و خلال شهور من تحرير كامل مديرية ناطع رغم جبالها الشاهقة لتنتقل المعركة إلى بداية مديرية الملاجم و تحديدا إلى شعب فضحة حيث الخط الأسفلتي المتجه نحو مدينة البيضاء .

و شعب فضحة عبارة عن سلسلة شعاب تتميز بكثافة الأشجار و كثرة الكهوف و بالصخور الكبيرة و لهذا طوال سنوات الحرب اتخذت المليشيات الحوثية منه معسكرات تدريب و معاقل آمنة لتخزين أسلحتها .

اليوم أصبحت الكهوف في مرمى الجرامل و تحولت تلك الشعاب إلى محرقة للمليشيات الحوثية , لقد افتضح الحوثيون في فضحة .