أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / الإصلاح والنضال المشترك
عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي

الإصلاح والنضال المشترك

أقليم تهامة – مقالات

كتب : رفيق الشرعبي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي

إن قيام النظام العفاشي بإضعاف الثورة اليمنية شيئاً فشيئاً و عزلها عن حياتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وعن وعينا الثقافي الثوري والوطني، كان ذلك بغرض تسهيل عملية الإنقضاض عليها وحرف مسارها الطبيعي لتصب في خدمة سياستي الإستبداد والتوريث البارزتان في إدارته للدولة وتعسف نظامها (الجمهوري) وتحويله الى مجرد ديكور يستر وراءه قمة العهر السياسي لنظام استبدادي بشع مزق الوحدة الوطنية، وحكم بالقوة، ودفع بالنضال السياسي والحراك الإجتماعي ليعيشا في الهامش غير مساهمين ولا مشاركين في بناء وطن الثورة والجمهورية، بل أهدر الكثير من الطاقات والجهود الوطنية أثناء مواجهتها لسياسته الإقصائية والإلغائية والتفريخية، وخلقه لتشكيلات سياسية واجتماعية عبثية تشرعن لبقائه حاكماً من المهد الى اللحد بصحبة هاجس التوريث الذي لم يفارق مخه السياسي لتوفير عوامل التهيئة له، هكذا وبشكل تدريجي اصبحت الثورة اليمنية مجرد ذكرى عابرة عارية من اهدافها والقيم، تذكرنا بها يوم الإجازة السنوية فقط.

لم يكن النظام هو الجاني لثمار سياسته المكشوفة والمفضوحة في طمس معالم الثورة وانتهاك مكتسباتها الوطنية، بقدر ما فتح شهية قوى الثورة المضادة المتربصة خلف التاريخ وهي ترصد الفرصة السانحة التي تمكنها من إستعادة مجدها المفقود على حين غفلة من الشعب.

طبعاً- كان الفضل لثورة فبراير في إسقاط هذا المشروع الخبيث للنظام الحاكم، والذي تحول من فوره الى جسر عبور للثورة المضادة كردة فعل انتقامية نتيجة للضرر البالغ الذي أصابه ومشروعه اللذان ظهرا عليهما الصدأ السريع والانحدار نحو الماضي، ذلك بمجرد ميلاد وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

إن قوى الثورة المضادة -سواء لثورة سبتمبر، أم لثورة فبراير- وجدت نفسها تسير مع صاحبتها في نفس الطريق الواحد، وإن كانت كل واحدة تظن انها تقوم بالإستخدام المؤقت للأخرى في خدمة مشروعها الإنقلابي.

إلا أن القوى العفاشية كانت لاتزال تحتفظ بمخالبها وأنيابها الداخلية وتأثيرات علاقاتها الخارجية وهو ما جعلها ترى قدرتها على إبتلاع صاحبتها بسهولة ويسر حالما الإنتهاء من أداء المهمة، وهو ما برهن التاريخ عكسه تماماً.

بدأت الثورة المضادة في رسم خارطة طريقها لتكن البداية الحتمية قد تحددت في القضاء على حزب الإصلاح الذي تراه واقفاً في طليعة النضال الوطني، وبحكم حجمه الجماهيري وجاهزيته كان هو المرشح لأن يكون هو البديل، وخاصة بعد سقوط نظام عفاش.

هذا الموقع الذي تموضع فيه الإصلاح يكون قد وضعه هدفاً للمشاريع المتربصة بالوطن، والتي رأت في إزالته من الخارطة السياسية تصريح لمرورها دون مشقة أو عناء، فتكالبت عليه المؤامرات من كل حدب وصوب، وهذا طبعاً لايعني بأي حال من الأحوال أن بقية الأحزاب الوطنية في مأمن من هذا الخطر، إنما يعني فقط أن دورها لم يأتِ بعد، إلا أن هذا الأمر قد جعل حزب الإصلاح يشعر من أن الجميع أصبح ضده بمن في ذلك شركاء النضال، نتيجة لبعدهم عن الضرر الذي ناله، طبعاً هذه النفسية طالت هذا الحزب وقادته لأن يفقد ثقته بمن حوله يوزع عليهم اتهاماته وبإفراط شديد.

بالإضافة الى العداء الإقليمي والدولي للإصلاح الذي بارك كل التحركات الساعية لإستئصاله بما في ذلك اللجوء لوسيلة العنف، وهكذا الى أن امتد خطر قوى الثورة المضادة ليمس وجود الأنظمة الحاكمة في بلدان الإقليم فقد فرض ذلك عليهم التدخل، ولكنهم لم يتراجعوا عن عداءهم للإصلاح.

وبحكم تداخل وتشابك القضايا العربية، وجد حزب الإصلاح نفسه إما لاجئاً، وإما مرتصاً في صفوف القوى الإقليمية المتحالفة الساعية لتخليص اليمن من خطر تحالف قوى الثورة المضادة- وإن لم يكن بهذا المفهوم، لكنه قد برز بهذا الشكل في نظر قوى الداخل نتيجة لتداخل القضايا كما اسلفنا- ومشاركة تلك الأحزاب التي رآها الاصلاح بعيدة عن الإستهداف المباشر الذي اصابه، وهو بعد تسلسلي مؤقت تدركه معظم تلك الاحزاب بحكم خبرتها وتجبرتها النضالية.

فأمتدت هذه النفسية بأثرها لتدفع الاصلاح نحو الإنكار والجحود المستمر لجميع الأدوار الوطنية البارزة التي تبذلها بقية المكونات السياسية في ميادين النضال، ومحاولاته المستميتة في حصر كل إنجاز وطني على نفسه، لعل ذلك قد ظهر من خلال العديد من التناولات الكتابية لقيادته التي عكست هذا التوجه الخطير وهذه السياسة الإختزالية التي تثير مخاوف الأحزاب الأخرى وبالأخص فيما بعد التحرير، وهو ما لايصب في مصلحة الإصلاح بقدر مايوسع هوة العلاقات ويقلص القواسم النضالية المشتركة، وهو ما يريده أعدائه وأعداء الوطن.

إن الظرف التاريخي الذي تمر به اليمن من حرب مدمرة و إزدحام المشاريع التي تتجاذبها من جميع الإتجاهات، وحركة الإستقطاب المحمومة التي تتسابق في إصطياد قيادات ونخب سياسية وتحويلهم إلى ادوات لتنفيذ اجندتها وأستطاعت اختراق الكثير من البنى التنظيمية للأحزاب حتى ظهرت قيادات معروفة في انتمائها الى أحزاب معينة تغرد خارج مواقف حزبها، وهو الأمر الذي جعل الإصلاح يفسر ذلك بالنكاية.

إن المرحلة لتفرض على جميع المكونات السياسية الوطنية المزيد من التماسك والتراص في وحدة نضالية لاتنفك من خلال صيغة تحالفية وطنية واضحة الاهداف والمعالم، تزيل معها المخاوف المستقبلية.

 

شاهد أيضاً

مأرب.. 30 طالبة جامعية يختتمن دورة في ثقافة السلام

اقليم تهامة ـ مارب: خاص اختتمت اليوم في محافظة مأرب دورة تدريبية لـ 30 طالبة …