كتب / احمد عبدالملك المقرمي
لا يختلف اثنان من أحرار اليمن فضلا عن حزبين من أحزاب الشرعية أن الهدف الأهم الذي يمثل أمام الجميع، و الذي ينبغي إنجازه اليوم هو تحرير اليمن من مليشيات الحوثي ، و استعادة الدولة اليمنية .
و الأحزاب الفاعلة و القوى الاجتماعية و المكونات الشبابية متفقة أن هذا الهدف هو أوجب الواجبات ، أو هو الفرض الذي يلزم الجميع النهوض به و التفرغ له .
عند توفر مثل هذه القناعات – و هي متوفرة نظريا – يفترض على الفور أن تتحول إلى جوانب عملية و موضوعية من خلال أداء سياسي موحد يدور في فلك هدف التحرير لا غير ، و أن تترك المسميات الأحادية جانبا ، أو للاستعمال (الذاتي) سواء كانت تلك التسميات لأحزاب أو تنظيمات أو جماعات أو مكونات ؛ و أن تتوحد و تتحد تحت مسمى جبهوي جامع في إطار الشرعية ، يكون الهدف الأول للجميع هو إسقاط المشروع الظلامي و استعادة الدولة على كامل التراب الوطني .
أحسب أن الأحزاب و التنظيمات السياسية و مختلف الجماعات و التيارات و المكونات لديها من التجارب المرة و القاسية التي كوت الجميع و أضرت باليمن و كل اليمنيين ما يجعلها جميعها أمام مهمة واحدة و برنامج عملي واحد، هو تحقيق الهدف الذي يطمح إليه و يتمناه كل اليمنيين و هو استعادة الدولة بنظام جمهوري اتحادي عادل .
من السخف المركب ، و السذاجة الغبية أن يكرر أي حزب ، أو تكرر أي شخصية أو جماعة سياسية أو اجتماعية التعامل بعقلية غض الطرف تجاه أي موقف واضح يتطلبه الميدان ، سواء كان غض الطرف تجاه الموقف تحت عنوان : هذا لا يعنينا ، أو كان بهدف إعطاء درس لهؤلاء ، أو تشفيا بأولئك .
هناك أهداف عليا جامعة لا يضعها في مربع المساومة و المزايدة و الابتزاز إلا أناني ، بل مفلس دينا ، جبان موقفا ، فقير في وطنيته ، مجرد من كل الأخلاق !
إن ميدان التنافس و المماحكات السياسية في هذه الظروف الصعبة جدا لا يصح أبدا ، و لا ينبغي على الإطلاق ؛ لأن ميدان التنافس السياسي غير متوفر – اليوم – أصلا ، و توفره و صلاحيته مرتبط أساسا بوجود الدولة التي هي مهمة الجميع و واجبهم لاستعادتها ، و القاعدة الشرعية و المنطقية تقول : مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
إن أي مسؤول في أي موقع من المواقع و في أي محافظة من المحافظات يكون همه نفسه و أطماعه، أو حزبه أو جهته المكانية أو السياسية ، فهذا يعمل ضد اليمن و ضد مشروع استعادة الدولة مهما تشدق بالشعارات . فهو يعمل لتمكين نفسه و أهدافه ، و يخدم الحوثي بعلم أو يجهل .
إن أي إعلامي يتخذ من الكلمة وسيلة لإشباع نزعات نفسه و اصطناع البطولات الزائفة بإدارة ظهره لقضايا الوطن و إطلاق لسانه لنهش رفقاء الدرب و يسلم منه الحوثي و مشروعه الظلامي،هو مجرد بوق يشتغل لصالح المليشيات و مشروعهم التدميري مهما تشدق بمبررات و أسباب .
فالناقد البصير و الناصح الصادق يعرف الأسلوب و الطريق إلى النصح و التقويم ، و الهادم و المغرض تعرفه في لحن القول ، بل هو يكشف نفسه بلؤم العبارات و الحروف .
لدى قوى و أحزاب الشرعية أوراق قوة لا يمتلكها العدو ، و أهمها وحدة الصف و المضي لتحقيق الأهداف يدا بيد .