اقليم تهامة ـ خاص
_ إن المقصد العظيم من الصيام هو تحقيق التقوى ( لعلكم تتقون ) . قال تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } .
_ هذه هي الكرامة ، كرامة في الدنيا و كرامة يوم القيامة ، لا كرامة إلا في طاعة الله ، و طاعة و اتباع رسول الله ﷺ .. و إقامة شريعة الله ، و محبة المؤمنين بالله ، و قول كلمة الحق من أجل الله ، و الصبر على ذلك مع الإستعانة بالله تعالى .
- ( و من يهن الله فما له من مكرم ) الآية .
- من أراد العزة ( و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين ) . الآية . _ و علينا أن ندرك أهمية التقوى و فضلها ..
فالتقوى جامعة لأصول الإسلام و مبادئه ،
_ و التقوى تقوي الأخوة و تزيل العصبيات بكل أشكالها و أنواعها ، و القلب التقي أشد القلوب تعظيماً لحرمات الله تعالى و شعائره .
_ و التقوى تقي صاحبها من الدنايا والسيئات ، و التقوى نور للدعاة و المقاومين للباطل بها يبصرون الحق و يميزونه عن الباطل ، و التقوى عدة في الفتنة و زاد يوم المحنة فما صبر وثبت إلا المتقون ، و التقوى صلة العبد بربه فيراقبه و يخشاه و يكون في رضاه .
_ و من فضل التقوى و منزلة المتقين أن
التقي هو الأكرم عند الله تعالى ، و المتقون هم أولياء الله و أحباؤه ، و أن معية الله للمتقين ، و تأييد الله للمتقين بالقوة والمدد ، و تيسير الأمور و سعة الأرزاق ، و الفوز بالجنة و نعيم الآخرة ، و استحقاق هداية و تعليم المولى عز وجل للمتقين ( و اتقوا الله و يعلمكم الله )
_ و إصلاح العمل و تكفير السيئات ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا” سديدا .. يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ) .
_ و من صفات المتقين : أداء الفرائض و اجتناب المحرمات ، و الحفاظ على حقوق الناس و حسن عشرتهم ، و المسارعة إلى التوبة و عدم الإصرار على المعصية ، و التوقير لرسول الله ﷺ وأزواجه وصحبه رضوان الله عليهم أجمعين ، و البذل والتضحية و الثبات على الحق و العهد و صد الباطل و دحضه ، و العدل و الإنصاف ، و حفظ الجوارح عن المحرمات، و محاسبة النفس باستمرار .
_ كيف يمكن للمسلم تحقيق التقوى و الاتصاف بها ؟
_ يمكن تحقيق التقوى و الاتصاف بها من خلال عدة أمور و نذكر منها باختصار :
( العلم ، و التزام الفرائض و الإكثار من النوافل ، و قراءة القرآن بالتدبر ، و الدعاء ، و صحبة المتقين ، و القراءة في سير المتقين ، و الجدية في التزام صفة التقوى، و عدم الإغراق في المباحات ، و الابتعاد عن الشبهات و مواطن الريب ، و تذكر الموقف بين يدي المولى عز وجل ) .
_ و لنأخذ من حياة النبي ﷺ صورا” مشرقة في التقوى لنتبعه و نقتدي به .
_ و كم في السير من ذكر مواقف مشرقة في التقوى من حياة الصحابة الكرام و الصالحين .
- كم كانت الأمة عزيزة كريمة مهابة عندما تمسكت بالشرع القويم .. فتحت أقطار الدنيا بما تحمله من دين و أخلاق و مبادئ .. فلا تنظر لما أصابها اليوم !!
- كانت بالتقوى رائدة .. و بالحق راشدة .. و بالخير سائدة .. و للأمم قائدة .. و لكن لما أمست متباعدة .. صارت مقودة .. ذليلة .. مهانة ..
_ حُييِّتَ حيِّيتَ يا شهرَ الصِّيام و في
أنوار طيفك حسن يَعجزُ البُلغا
_ كمْ مِنْ محبٍّ بلوغُ الشَّهر منيتُه
فغابَ عن غمرة الدنيا و ما بلغا
- فالله الله : في الرجوع إلى المنبع الشافي .. و المعين الصافي .. و لم الشمل .. و قول الحق .. و النصح للآخرين .. و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
- بلا يأس و لا قنوط و لا إحباط .. فالخير قادم ، و الإبتلاء سنة ماضية ، ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) .
- و الله قادر مقتدر على تغيير الأحوال ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
- اللهم ارزقنا تقواك .. و أعل شأن أمتنا بهداك .. و أكرمنا برضاك .. إنك على كل شيء قدير ..
و صل اللهم و سلم على إمام المتقين .. محمد و آله و صحبه أجمعين .