الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / “المرهبي” يكتب عن العرض العسكري بمأرب قائلا: أتدرون من هؤلاء ؟!

“المرهبي” يكتب عن العرض العسكري بمأرب قائلا: أتدرون من هؤلاء ؟!

اقليم تهامة 🖋️عبداللطيف المرهبي .

هذا الجيش الوطني الأسطوري الذي ولد من رحم المعارك، واستنشق الباروت، وتزود بالرصاص، واغتسل بالدماء، وداس الألغام، وأثخن العدو، وأتعب الحجار والتراب، وهو لم يكلّ ولم يجد اليأس إليه طريقاً.

هذا الجيش الذي يقاتل سبع سنوات بلا توقف، لم ينحنِ يوما ولا خارت قواه.

هذا الجيش الوطني العملاق الذي تطوع للقتال نيابة عن اليمنيين لمواجهة أقذر عصابة فاشية عنصرية في التاريخ الحديث.

هذا الجيش يقاتل لسنوات، بلا مرتبات منتظمة، ولا امتيازات مشجعة، ولا مغريات محفزة، كل ما في الأمر عقيدة وطنية وجمهورية، وشعور بالانتماء لوطن، ووفاء للتضحيات والمكاسب وصون الكرامة والقيم.

هذا الجيش الذي تعلم العسكرية والقتال وتأهل عملياً في ميادين الحرب وخطوط النار، قبل مراكز التأهيل النظري وميادين التدريب، ومنه استمدت الكليات والمدارس العسكرية التجارب والخبرات وقصص البطولات والفداء.

هذا الجيش الذي لم يتورط يوما أو للحظة مع الانقلاب، لا مشاركاً ولا متغاضياً ولا خانعاً ولا مستسلماً ولا مناصراً، لم يتُه لوهلة في معترك المراحل والتحديات, ساذجاً ولا منتقماً ولا مصلحياً ولا مخدوعاً.

هذا الجيش الذي التقى رجاله من كل اليمن، على قضية واحدة، وهدف واحد، ومصير واحد، ومترس واحد.

هذا الجيش الذي ينقاد للدولة ومن تكلّفه بقيادته، سواء كان القائد مؤتمري أو إصلاحي أو اشتراكي أو سلفي أو خارج التصنيفات الحزبية، كان يميناً أو يساراً، “شمالي والا جنوبي، حاشدي والا بكيلي ولا مذحجي، من مطلع ولا من منزل من الجبل والا من الصحراء من الساحل والا من المدينة”.

هذا الجيش الذي لم يرفع لافتة لحزب أو جهة، لقبيلة او لمنطقة، سوى العلم الوطني.

هذا الجيش الذي يخوض المعركة بنعال ممزقة وأقدام مبتورة.

هذا الجيش الذي هزم برد الشتاء في أعالي الجبال وزادته صلابة وشدة، وهزم لهيب الصيف في الصحاري وزادته حماسا وخفة.

هذا الجيش الذي يسطر البطولات ويصنع الانتصارات ويدافع عن الشعب وكرامته بلا منٍّ ولا أذى.

هذا الجيش المغوار، أبطاله البواسل يهاجمون كالأسود ويدافعون كالجبال وبصمت العظماء، لا يشتكون، ولا يتذمرون، ولا يتباهون، ولا يتخاذلون على الدوام ومهما كانت الظروف والأوضاع.

هؤلاء الأبطال الكرام الذين يستشهدون ولا تجد لكثير منهم صورة، لأنهم لا يراؤون ولا يعرفون استعراضات “الفرغ” وأدعياء النضال والميديا.

هؤلاء الأحرار الأباة الذين “يتعرس” أحدهم اليوم وفي وجيز الوقت، لا يهنأ بأيامه الا في خط النار، ومواقع الشرف.

هذا الجيش الذي أينما ولى العدو وجهته تجدهم أمامه بالمرصاد، فوق أي أرض وفي قلب أي ميدان.

هذا الجيش الذي يرتقي منه الشهيد ولا تدري وأنت في العزاء لمن تقدمه ولا من هم أقرب الناس له وذويه، هل هم أهله أم زملاؤه، وقد توحدت المشاعر وتشارك المقام بينهم.

هذا الجيش الذي يسقط منه الجريح في جبهة مراد مثلاً وهو من أبناء حجور، ويسعفه آخر من عمران، ويطبطبه في المشفى طبيب من حضرموت، وآخر من تعز، ويتبرع له بالدم شخص من تهامة، ويرافقه في المشفى زميل من المحويت، ويقدم له الغذاء شخص من ذمار، وينوبه في الجبهة زميل من البيضاء، وهكذا تحضر اليمن في جزئية بسيطة لتخبرك من يكون هذا الجيش.

هذا الجيش الذي يواجه الفرد منه كتيبة للعدو ويكسرها، وتجده يقف امام النقطة الأمنية منتظرا وبلا تضجر حتى يسمح له بالمرور احتراما للنظام ولإجراءات الدولة مهما كانت ثقيلة أو رتيبة.

هذا الجيش الذي حاول معه العدو الحوثي كثيرا بالإغراء والوعيد، ترغيبا وترهيباً، بالاستقطاب والتخذيل، لكنه بثبات أفراده وقناعاتهم ووعيهم أفشلوا الرهان وداسوا على أوراق العصابة الحوثية الانقلابية بأقدامهم، وأجابوه: إنا ثابتون وعلى العهد ماضون والوعد قاطعون، وعلى درب الشهداء سائرون.

هذا الجيش الذي يواجه الدروع والمسيرات بالرصاص، ويقصف العدو الفرد منه بالباليستي.

هذا الجيش الذي جعل من شوارع العاصمة ومناطق سيطرة الانقلاب الحوثي مواكب للتشييع على الدوام، وجعل من مجالس القرى والحارات منابر للنياح والعويل.

هذا الجيش الذي بفضله وعظمته، تحولت الأودية والقيعان والمدرجات في مناطق سيطرة الانقلاب إلى مقابر ومعافد ممتدة لقتلى المليشيا، الذين دفعوا بهم الى جبهات القتال أفواجاً وعادوا جثثا محترقة، وصوراً معلقة.

هذا الجيش الذي تعتد به وأمثاله اليمن والعروبة، وعلى يديه يتحقق النصر وتستعاد الدولة. وبهم ومن سار على خطاهم تفخر الأجيال ويكتبهم التاريخ في ومضاته “خير الرجال”.

من صفحة الكاتب على فيسبوك

شاهد أيضاً

ورشة تدريبية لمكون السلم المجتمعي بمأرب حول أساسيات التخطيط الاستراتيجي

اقليم تهامة ـ مأرب- خاص بدأت اليوم في مدينة مأرب، ورشة عمل تدريبية لأعضاء مكون …