أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / بين الصرخة والتابوت

بين الصرخة والتابوت

اقليم تهامة : ✍️ : مصلح الأحمدي

يعتقد الحوثيون أن الخطوة الأولى للتحوث هي ترديد الصرخة الخمينية (بحماس)، تليها حضور الدورة الأولى (بقناعة) ومن ثم المشاركة في الجبهات (بفاعلية).

(الموت لأمريكا) كذبة العصر بلا منافس، يردّدها أكابر الحوثة ويستهدفون قادة الشرعية ومسؤوليها.. يستفتح بها قضاة الانقلاب جلساتهم ويصدرن أحكاماً بحق الرموز الوطنية.. تصرخ بها المليشيا المقاتلة.. وتوجه أسلحتها لبني جنسها.. فتلقى حتفها، فمليشيا التمرد هي الأسوأ حظاً.

جاء الحوثي بفكره الدخيل وفكرته الوافدة، فرفضه الأحرار واغتر به من سواهم، فتخندق الرافضون وتمترسوا، وسيق الذين اغتروا إلى المعارك زمراً – بلا ترتيب أو رتب أو مرتبات – حُرموا التعليم ومُنعوا الحقوق، وحيل بنهم وبين ما يشتهون ـ إجمالاً ـ فلا حرية ولا تعبير ولا كرامة.

اغتالت بقايا الإمامة والكهنوت ابتسامة الشباب، ووأدت أحلامهم وحالت دون تحقيق آمالهم، وحصرت حياتهم بين ترديدهم للصرخة وترديدها لهم أثناءتشييعهم..

لا شيئ بينهما.. فالتعليم تم تدميره وتطييف البقية الباقية منه، والاقتصاد منهار إلا ما كان لبقايا الإمامة والكهنوت، والبنية التحتية أصيبت في مقتل.. تم تدمير مكتسبات الشعب ومؤسساته أملا في استعادة الكيان الإمامي البائد بتضحيات أولئك المغرر بهم أو المغرورين الذين يقاتلون على أمل أن يصبحوا عبيدا، وإن لم يحالفهم الحظ فالأبناء والحفدة، حيث يقاتل الحوثي بأبناء القبائل لتثبيت (سيادته)، ويقاتلون في سبيله لتعميد (عبوديتهم)، ولله في خلقه شئون.

تجمع عصابات الحوثي المسلحة قيادات سلطة الانقلاب – ساسة وأكاديميين ومثقفين ووجاهات اجتماعية – إلى إحدى الصالات لينصتوا خاشعين إلى تعليمات (الحوثي) في نفس السياق؛ تكريس السيادة وتجسيد العبودية، لا علاقة لتلك التعليمات – وغيرها من خطابات الحوثي – بإدارة المؤسسات أو توفير الخدمات أو البناء والتنمية، وعلى ذات الصعيد تأتي الخطابة والوعظ والمحاضرات والبيانات والدورات التثقيفية.

ست سنوات من الحرب والدمار والتدمير من أجل القضاء على التعددية السياسية والتنظيمات الحزبية والمنظمات المدنية والحكم الشوروي والنظام والقانون ومصادرة المرتبات ونهب الممتلكات وجباية أموال الناس بالباطل.

صرخات عالية مدوية، إلا أنها لا تتجاوز الحدود اليمنية ناهيك عن وصولها إلى أمريكا أو (إسرائيل)؛ صداها – فقط -في كل البيوت اليمنية..
يصرخ منتشيا: الموت.. الموت؛ ثم يصرخ له وهو مغشي عليه من الموت.

شاهد أيضاً

اصلاح المحويت ينعي القيادي والمربي الاستاذ / محمد عثمان الداعري

اقليم تهامة ـ خاص نعي التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة المحويت الأستاذ/ محمد عثمان الداعري أحد …