الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / الحوثيون والجثث الاحتياط

الحوثيون والجثث الاحتياط

اقليم تهامة – كتابات / مصلح الاحمدي

شيّعت مليشيا الانقلاب الحوثي قبل حوالي شهر جثماناً نسبته لعلي مهدي النفيعي من مديرية الجعفرية م ريمة، وأعلنت حينها أن المذكور قضى في معارك الجوف دفاعاً عن الوطن من العدوان الأمريكي السعودي على حد زعمها.

النفيعي عاد الأسبوع الماضي إلى صنعاء ومنها إلى منزله في بني نفيع وليس عليه أي علامة من علامات أصحاب البرزخ، ما يعني أنه لم يُقتل ولم يُصب، قد يكون تاه في الصحراء أو ضل الطريق.. إلخ، ولم تكلّف المليشيات نفسها البحث عنه فليس لديها الوقت الكافي فهي منشغلة بالبحث عن مقاتلين آخرين، حالة النفيعي تلك ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد تابعنا حالات كثيرة من هذا القبيل، فعند تعذّر الحصول على معلومات أحد مقاتلي المليشيات فإنها تحسم الأمر باعتباره (شهيداً)، وثلاجة الجثث الاحتياط جاهزة، حيث يتم صرف كمية مناسبة من الأشلاء المجمّعة من أكثر من جبهة ويُعاد تنسيقها جثامين لمجهولي المصير، في بعض الأحيان يعتذر أهالي المفقود عن قبول الجثمان (المجمّع)، تلكم الحالات تسري على فئة المتحوثين أو ما يطلق عليهم (زنابيل) أما الحوثيون السلاليون فالأمر يختلف تماماً.

كنا بالأمس نؤسس لدولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية، بحيث يصبح الجميع شركاء في السلطة والثروة واليوم يقاتل البعض من أجل إعادة الإمامة والتمييز العنصري، لتستفرد فئة معينة بكل السلطة وكامل الثروة وخمس الممتلكات.

مؤسف جداً أن يقاتل أناسٌ في صف جماعة تعتبرهم دونها في النسب والمكانة والمنزلة، سلبتهم حقوقهم وصادرت ممتلكاتهم ودفعتهم إلى الجبهات ولم تكترث بمصيرهم.

مؤسف جدا أن يقاتل أناس ليحرموا أنفسهم المشاركة في السلطة والشراكة في الثروة وحق التعبير والتفكير والانتماء.

بعيد اعلان مليشيا الانقلاب مقتل النفيعي مع خمسة من زملائه التربويين وإصابة مدير عام مكتب التربية بالمحافظة الحوثي حميد التوعري، بادر مدير مكتبه برفع مذكرة إلى (سيده ومولاه قائد الثورة) يحيطه علما (باستشهاد) ثلة من التربويين من محافظة ريمة وإصابة آخرين.. لم يطالب بمواساة أسر من أسماهم شهداء ولا بالتوجيه بمعالجة الجرحى، لم يطالب بتثبيت مرتباتهم ﻷسرهم المكلومة، بل لم يتحدث عن العجز في الجثامين والحلول التي اتخذت! المهم إفادة عن عدد الضحايا وكفى، وكأنه قد تم اقتراح عدد من التربويين للتخلص منهم في سياق استهداف العملية التعليمية والهوية الوطنية.

ينتظر البعض (تعقل) قادة الانقلاب وتغليب مصلحة الوطن، ويأمل الانقلابيون (جنون) مليشياتهم لتحسين الاداء! وبين أمنيتي (التعقل والجنون) تزداد المعاناة على شعبنا المظلوم التي طالت كافة المجالات الحياتية بما في ذلك رسوم التحويلات المالية الداخلية وعدم (توحيد العملة) وهي ظواهر غير مسبوقة تنبئ بنفاد الصبر والتحمل لدى المواطنين فيضطرون إلى خيارات يصعب استيعابها من الجميع.

شاهد أيضاً

ورشة تدريبية لمكون السلم المجتمعي بمأرب حول أساسيات التخطيط الاستراتيجي

اقليم تهامة ـ مأرب- خاص بدأت اليوم في مدينة مأرب، ورشة عمل تدريبية لأعضاء مكون …