الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / يحيى اليناعي يكتب عن : مشاريع التقسيم.. لعبة محفوفة بالمخاطر على اليمن والإقليم

يحيى اليناعي يكتب عن : مشاريع التقسيم.. لعبة محفوفة بالمخاطر على اليمن والإقليم

اقليم تهامة – يحيى اليناعي

في العام 2013م نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، خريطة جديدة تظهر تجزئة 5 دول في الشرق الأوسط إلى 14 دولة، وقالت الصحيفة  إن الحرب المدمرة هناك “في اليمن وسوريا وليبيا” تشكل نقطة تحول لتنفيذ مخطط التقسيم.

وأن رسم خريطة مختلفة “سيكون تغييرا استراتيجيا في اللعبة للجميع، ومن المحتمل أن يكون التقسيم الجديد هو لإعادة تشكيل التحالفات والتحديات الأمنية وتدفق التجارة والطاقة لجزء كبير من العالم”..في إشارة لتحالف الغرب مع إيران في 2003م وغزو العراق ثم تسليمها للمليشيات الطائفية التي تدين بالولاء الكامل للولي الفقيه في طهران.

وأشارت الصحيفة إلى اليمن ومخطط تقسيمها إلى دويلتين، من خلال الفوضى وإجراء استفتاء محتمل في جنوب اليمن على الانفصال.

كما سلطت الضوء على المملكة العربية السعودية، كثاني الدول التي يمكن تقسمها إلى 5 دويلات.

حديث الصحيفة الأمريكية السابق يمكن أن يساعد في إزاحة الستار عن غموض بعض الأحداث التي شهدتها بلادنا مؤخرا، وأن يعطي صورة أكثر شمولا ودقة عن حقيقة المشروع المناطقي في اليمن، وكيف أنه يجري استغلال الانقلاب والحرب لتنفيذ مخطط إقليمي ودولي كبير وخطير للغاية يستهدف بلادنا والسعودية والخليج بأكمله.

إذ أن “إحياء فكرة إقامة دولة في الجنوب، أو دولة حضرمية في الشرق لن تكون من نتائجها سوى بداية تفكيك النظام الإقليمي، وإعادة رسم الخارطة الديموغرافية بما يتناقض مع مسلمات نظرية الأمن الإقليمي في منطقة الجزيرة العربية والخليج” وفقا للسياسي عبده سالم.

ما هو مؤكد في هذا الشأن أن نجاح مخططاتهم في تمزيق اليمن سيقود على الأرجح لتقسيم الخليج كخطوة تالية، وأن ترسيخ وجود اليمن الاتحادي هو الضامن الحقيقي للأمن الإقليمي ولاستقرار شعوب ودول الجوار العربي.

لقد مثل سقوط صنعاء بيد الحوثيين وإيران أكبر تهديد وجودي لاستقرار المنطقة، وسيعرض تفتيت اليمن دول الجوار لحالة من الفوضى لا يمكن تصورها، وخصوصا حين يتم استغلال ذلك من قبل الحوثي وإيران.

حيث أن تبني مشاريع التقسيم هي النار التي تلعب بها إيران وجهات دولية لتمزيق اليمن، الحوثي شمالا ومشروع الانفصال جنوبا، ما يهدد بإلقاء دول الجوار في قلب النيران المشتعلة، كونها تحفز وتشجع الطامحين والموتورين لمحاولة الخروج على دولهم وإنشاء دويلات قائمة على هويات ضيقة ومشاريع صغيرة.

وبالنظر إلى تاريخ وتجارب هذه المشاريع يمكن القول بصورة جازمة وقاطعة أن اللعب بورقة التمزيق والتقسيم محفوف بالمخاطر، وبمثابة الزلزال الذي قد يبدأ من عدن لكنه لن ينتهي عند حدودها بل سيمتد تأثيره إلى مختلف أنحاء اليمن والمنطقة، كما امتد تأثير انقلاب الحوثي في السابق على الإقليم، لأن المشاريع الطائفية والمناطقية من نوعية المشاريع العابرة للحدود، والتي لا يمكن إطفاء أطرافها إلا بإخماد مركزها ونقطة انبعاثها.

لعبة ستجعل من الجنوب ينقسم على ذاته ومن عدن وكل محافظة تنقسم على نفسها، وستدفع أبناء اليمن للمزيد من الانزلاق في الحرب والفوضى.

فكل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن اليمن في ظل الوضع الراهن لا تقبل القسمة على دولتين، وإن حصل ذلك فستنقسم إلى عدة دويلات متصارعة ومتناحرة.

إن العالم اليوم في طريقه الى التكتل للتغلب على المصاعب والبحث عن موقع في النظام الدولي للعب دور فعال وحيوي، بينما تشهد الدول التي ذهبت نحو التفكك حالة من عدم الاستقرار والوفوضى لأن الغوص في المشكلات الحقيقية التي تهدد الكيانات والدول وإيجاد حلا عادلا لها هو الضامن لأمن واستقرار الدول ولا يعد الانفصال إلا هروبا من هذه الحلول.

تتقسم الدول فيذهب كل شطر بمشاكله التي كانت سببا في رفع لافتة الانفصال ثم لا تلبث هذه المشاكل أن تطفو على السطح فتبدأ القلاقل وأعمال الفوضى، لأن الانفصال لم يكن حلا حقيقيا يضمن تداول السلطة والتوزيع العادل للثروة، فعادة ما تستأثر النخب السياسية التي تحتكر لنفسها مسألة النضال بكل شيء ويكون هذا مدخل لصناعة الاحتقانات وتكتشف الجماهير التي حركتها العاطفة أنها كانت مخدوعة وتبدأ من هنا الدعوة للانفصال والتفكك على اعتبار أن التجربة لا زالت وليدة.

لدى اليمن اليوم فرصة ذهبية لإصلاح منظومة الحكم بعد التخلص من الانقلاب الحوثي والبناء على مخرجات الحوار الوطني لإيجاد الحلول الضامنة للشراكة العادلة في السلطة والتوزيع المتوازن للثروة وفق نظام لا مركزي يعطي الأقاليم صلاحيات واسعة في تنظيم شؤونها وإدارة مواردها.

ومثلما أن تفكك الدولة اليمنية بشكلها الحالي  لن يتوقف عند حدودها فإنه كفيل بتمزيق الممزق وتفكيك المفكك فلن يكون هناك شمال ولا جنوب كما كان عليه الحال سابقا، فالمشيخات والسلطنات تتحسس رؤوسها في الجنوب كما أن الحوثي شمالا سيكون عامل تفتيت وتمزيق على أسس طائفية وهذا ينذر بتشظي ينسف كل أسس الاستقرار ويحول القوة البشرية الى عوامل هدم وقلق في المنطقة برمتها.


– المصدر | الصحوة نت

شاهد أيضاً

ورشة تدريبية لمكون السلم المجتمعي بمأرب حول أساسيات التخطيط الاستراتيجي

اقليم تهامة ـ مأرب- خاص بدأت اليوم في مدينة مأرب، ورشة عمل تدريبية لأعضاء مكون …