اقليم تهامة – كتابات / احمد عبدالملك المقرمي
تزامن إجرامي يتكرر بين آونة و أخرى يفصح جهارا نهارا عن جرائم منظمة تتخذ مسارين خبيثين : تبدأ بحمى تقارير مشحونة بالحقد، معبأة بالأكاذيب، تسربها مطابخ تفرغت لمحاربة كل فضيلة، و معاداة كل إيجابية، و تشويه كل موقف، فتتلقفها مواقع و شبكات تواصل اجتماعي مرتبطة في الأساس بتلك المطابخ؛ لتتحول إلى تقارير كاذبة خاطئة تتبناها بعض منظمات حقوقية مزعومة لا تتوانى عن نشر و ترويج تلك الافتراءات مهما كان فجور إفكها وإثمها.
ثم يأتي – بعد ذلك – المسار الثاني و هو تنفيذ الخطوة الأخيرة من الجريمة و هي ارتكاب الفعل الغادر اغتيالا و قتلا.
و في كلتا الحالتين؛ زيف التقارير، و جريمة الاغتيالات ؛ فإن المستهدف هو التجمع اليمني للإصلاح !
تتوجه سهام التهم بالتقارير الملفقة ضد الإصلاح متهمة إياه بالعنف و بكل جريرة و نقيصة، ثم تتوجه فوهات البنادق برصاصها و مقذوفاتها إلى رؤوس أعضاء الإصلاح و مناصريه، في تناقض واضح بين الضحية البريء لرصاص المجرمين، و التهم الكيدية الكاذبة ضده بالتقارير الملفقة.
الجريمة المنظمة الممولة بالمال المدنس، و المخطط القذر، و التنفيذ الخسيس، تستبق جرائمها العملية، بجرائم كيدية إعلامية متخذة من تلك التقارير الكيدية وسيلة تضليل للرأي العام، و لتسميم الأجواء، و غطاء لتمرير الجرائم الهمجية.
هذه السطور لا تقصد الشكوى أو البكاء، فمن يسجل مواقف الرجولة على مدار الساعة قولا و عملا في ميادين الشرف – دون منٍّ على أحد، بل أداء لفرض و قياما بواجب – لا يشتكي و لا يئنّ . غير أننا هنا نستلفت أنظار الشرفاء الأحرار إلى أن تلك الجريمة المنظمة ، و التقارير الفاجرة،لا تستهدف الإصلاح فحسب – و إن بدت في ظاهرها كذلك – و لكنها تستهدف اليمن في ثورته و جمهوريته و حريته، ناهيك عن أنها خدمة تتضافر فيها المجانية، و الاستخباراتية، و المدفوعة الأجر.
إن الأيادي المستأجرة مثلها مثل عبيد الاستعمار ، و مثل عكفة الحوثي لا تنتظر منها خيرا أبدا.
إنك حين تعاتب الضمائر الحية فإنها تُعْتِبك و تؤوب إلى رُشْد، لكن في المقابل؛ هل يمكن أن توقظ – فضلا عن أن تستنهض – ضمائر ميتة !؟
يفترض في كتبة التقارير أن لديهم قدرا من الثقافة، و يفترض في هذا القدر من الثقافة أن يُكسِب صاحبه شيئا من الوعي الذي يوقظ مواقف الرجولة فتمنعه من السقوط الأخلاقي في مستنقع التسول و التكسّب الرخيص وبيع الضمير و الولوغ في دماء الأبرياء.
كم تصبح الكارثة مركبة، و الجريمة أكثر بشاعة عندما تسقط أقنعة مثقفين ليظهروا عراة من كل خلق، فقراء من أي موقف، قاحلة حياتهم من أي فعل جميل !
إن حزبا بمدنيّة الإصلاح، و حجم الإصلاح، و مواقف الإصلاح لن تثنيه جرائم الغدر المنظمة، و لن تجره إلى غير مربعه الحضاري المتمدن، كما انها لن تصرفه عن أداء واجبه تجاه شعبه و وطنه في التصدي لمشروع الكهنوتي الحوثي.
من غير منٍّ أوتفضّل على أحد؛ يعرف الإصلاح أولوياته، و يعرف واجبه الوطني الذي لا يتوارى عنه، و لا يُخضعه للمساومات و المناورات، فإن يكُ هناك من يعتبر هذا الموقف نقطة ضعف لدى الإصلاح؛ فإن رجل الشارع الحر – ناهيك عن النخب الشريفة – تدرك عظمة هذه المبادئ، و روعة تلك المواقف.
في ميادين المبادئ ليس هنالك من أوراق مخفية، و في ميادين البذل و التضحية ليس هناك حسابات جانبية، بل إن الغرق في الحسابات الجانبية على حساب المبادئ هو فقدان للبصر، و عمىً في البصيرة.
سننتصر للمظلومين ببناء الحكم الرشيد، و يننتصر للمظلومين بأن يكون للشرعية يد و لسان ؛ يد تأخذ على يد الظالم دون تهاون، أو تراخٍ ، و لسان تجأر بالحق دون تردد أو تهاون :
الحق أبلجُ و السيوفُ عَوَارِ فحذارِ من أسد العرين حذارِ