الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / حجور حجة.. الأصابع على الزناد

حجور حجة.. الأصابع على الزناد

اقليم تهامة – كتابات ا عامر السعيدي

بعيداً عن الإعلام والاهتمامات، تكبر الحرب كل يوم، حرب غير معلنة، بدأت بالعبوات الناسفة والإغتيالات واختطاف المواطنين، ثم بحصار مديرية كشر أكبر مديريات حجور وآخر مديرية في محافظات الشمال ظلت خارج سلطة ميليشيات الحوثي حتى اللحظة ولأسباب كثيرة أهمها حرب حجور مع الحوثي في أواخر 2011، والتي استمرت لعام، وخلفت مئات القتلى والجرحى، وآلاف الألغام، وحقد أكبر من الهزيمة والغفران، وجرح عميق في صميم المجتمع.

منذ تقدم قوات الجيش الوطني في حرض وحيران، تذكر الحوثيون ثأرهم مع حجور في كشر وعاهم، الثأر الذي حال دونه استبسال وتكاتف قبائل حجور في كشر أمام سلطة الميليشيا التي سبق وانتقمت من أرحب والجوف وأجّلت ثأرها مع حجور في محاولة لكسب عشرات المقاتلين وعلى أمل أن تستسلم القبائل حين ترى تهاوي المدن والمحافظات و سقوط القبائل الكبيرة، لكن هذا لم يحدث وبقيت المديرية كنقطة بيضاء في وسط السواد والعتمة، وكعنوان للكبرياء والتحدي الجمهوري حيث وفي كل مناسبة لسبتمبر كانت شعلة الثورة تعلو كل بيت كرسالة للإماميين الجدد أن الجمهورية أقدس من خرافاتكم والوطن فوق كل شيء.

ولقد حاولت الجماعة الفاشية فعل كل ما لا يخطر ببال للنيل من أبناء حجور في كشر، ولكن حيلها تبوء بالفشل أمام صلابة الموقف، ولما لم يجدوا حيلة لاجتياح المديرية فقد حاولوا ببعض اللصوص وضعاف النفوس خلق حالة من الفوضى و تغذية التقطعات والخلافات برعاية حوثية واضحة تكفل بها ابو علي الحاكم و أبو خرفشة ومحافظ الميليشيا في حجة هلال الصوفي الذي يعسكر في وادي العريض مع خرفشة بعد أن أعلنوا حصار كشر و الحرب عليها وحشد مسلحيهم على تخوم المديرية من جهة عمران شرقا وخيران المحرق غربا ومستبا ووشحة شمالاً و أفلح والمحابشة جنوبا.

في حجور تقف القبائل بمختلف توجهاتها السياسية موقف رفض وهي تضع أصابعها على الزناد ومعها الكثير من القلق بسبب الحصار إذ لا طريق حتى لإسعاف جريح كما حدث مع علي بن علي حليس الذي مات جريحاً دون أن يتمكن أهله من إسعافه خوفاً من خطفهم والإجهاز عليه في أول نقطة حوثية بعد أن أثخنته رصاصاتهم على الحدود الشرقية لمديرية كشر. ومع ذلك ترتفع أصوات غالبية الناس برفض الحوثي وتعلن الحرب إن اضطرت لها، يصاحب ذلك تحركات لبعض المشائخ المقربين من الحوثي لاحتواء الحرب وتحييد الطريق الإسفلتي الذي سيحتاجه الحوثي بشكل أكبر في حال تقدم الجيش الوطني باتجاه مستبا وعاهم.

خلال أقل من شهرين استطاع الحوثي بخبث، إشعال أكثر من عشرة حروب بين القبائل التي تحيط بالطريق في منطقة العبيسة، وكانت مبرراً لحشد عشرات المدرعات ومئات المقاتلين في منطقة المشهد شرقاً قبل أن يحشد محافظ الحوثي وخرفشة أضعافها في منطقة الكاذية غرباً، وحاولوا الدخول لأكثر من مرة بمبرر الصلح غير أن يقظة القبائل كانت بالمرصاد، ومع كل انتصار للجيش في حرض وحيران.. كلما ازداد السعار الحوثي تجاه حجور.

في جبهات مقاومة الحوثي سقط أكثر من ألف جريح و شهيد من حجور، لم تمنعهم المسافات والنقاط من مشاركة الجمهوريين حربهم على الإمامة التي ابتلعت الدولة والمدن، وهم اليوم أكثر حرصاً وضراوة في مواجهة الكهنوت دفاعاً عن الديار والأهل وعن اليمن ونظامها الجمهوري.

وبقدر تضحيات حجور وانحيازها للشرعية والجمهورية، إلا أنهم يشعرون بالغبن من التجاهل السياسي والإعلامي والحقوقي لأوضاعهم الاستثنائية والإنسانية، إذ تسبب لهم هذا الانحياز في حصار حوثي منهك وأغلق دونهم أسواقهم الرئيسية عاهم وحرض، خصوصاً وأن المسافة بينهم وبين آخر موقع للجيش في مثلث عاهم لا تزيد عن 50 كم بالكثير وهم ينتظرون تقدم الجيش لكسر الحصار عنهم ومشاركتهم في تحرير مديريات المحافظة ومحافظات الجمهورية.

شاهد أيضاً

ورشة تدريبية لمكون السلم المجتمعي بمأرب حول أساسيات التخطيط الاستراتيجي

اقليم تهامة ـ مأرب- خاص بدأت اليوم في مدينة مأرب، ورشة عمل تدريبية لأعضاء مكون …