أخبار عاجلة
الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / التطرف لاينتج إلا تطرفاً..

التطرف لاينتج إلا تطرفاً..

اقليم تهامة – كتابات ا أبو محمد

في ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ ﻳﺼﺒﺢُ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﺮﺍﺳﺔً ﻭﺗﺪﻣﻴﺮﺍً ﻭﻓﺘﻜﺎً .
ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﻮﺓِ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩِ ﺗﻤﺘﻠﻚُ ﻣﻼﺫﺍً ﺁﻣﻨﺎً ﻭﺳﻼﺣﺎً ﻭﺍﻓﺮﺍً ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺴﻠﺤﺎً بالفطرة ﻭﻣﺪﺭﺑﺎً ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﺎﻓﺮﻩ..
في هذه البيئة الخصبة التي أنتجها النظام السابق يلقى التطرف كل عوامل النمو والانتشار..
في هذه البيئة نما الحوثي وفيها توسع وانتشر ..


الحوثي ظهر ولايزال يظهر كعصابة وليس كدولة ..يؤكد ذلك ثقافته ومنهجه وفكره وسلوكه..
الحوثي ظهر كعصابة فاشية متطرفة من القرون الوسطى ..وهنا مكمن الخطورة..
إذ سينشأ تطرف مقابل مخيف يجعل من ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮثيين ﻣﺤﻄﺔ إﻣﺪﺍﺩٍ له ﻭﻧﻘﻄﺔ ﺍﻧﻄﻼﻕ يستمد من خلاله قوته وبأسه..
الحوثي يزرع تحت نظر الشرعية وعين التحالف شرارة ﺻﺮﺍﻉٍ ﻣﺪﻣﺮﺓ ﺗﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖِ ﺑﻴﻦ تطرفين متعاكسين يغذي كل منهما الآخر..
الحوثي نما على ﺧﻴﺎﻧﺎﺕِ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ وتغذى من ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ العسكرية واﻷﻣﻨﻴﺔ..وفي ذلك تكمن الخطورة..!

ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ اليوم بتصرفاتهم وافعالهم ﻣﺎﺋﺪﺓً ﺩﺳﻤﺔً لتطرف مضاد سينشأ كقوة ﺗﺤﺪ ﻣﻦ غطرسته وجبروته في حال لاسمح الله وانهارت الشرعية كما يسعى لذلك بعض المغفلين من المحسوبين عليها كجبهة تمثل بقايا دولة شرعية تواجه هذا التطرف وجماعته الفاشية التي سيطرت علي البلد ﺑﻌﺪ ﺃﻥ تنحى حينها جيش العائلة ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻓﺎﺗﺤﺎً ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪِ لدخولهم العاصمة وليسرحوا ويمرحوا آمنين ﺳﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ كان ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐِ ﻳﻐﻄﻮﻥ ﻓﻲ ﺧﻮﻑٍ ﻋﻤﻴﻖ..

ﺍﻟﺨﺎﺋﻒُ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺸﺔ وسيمتسك الخائفون بمن سيخلصهم من خوفهم وستشكره لو انتقم لهم ولكل الدموعِ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﺭﻓﺘﻬﺎ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻭستهتف بحياته ﻛﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮ الضعف ﻭﺍﻟﻌﺠﺰِ التي ملأت ﻗﻠﻮﺏِ ﺍﻟﻤﺨﻤﻮﺩﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﻮﺑﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺟﻨﺎﺯﻳﺮ ﺩﺑﺎﺑﺎﺗﻪ..
التاريخ يقول: أن التطرف المضاد دائماً ماتكون حربه ﺿﺮﻭﺳﺎً ﻭﺷﻌﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ التطرف الذي كان سبباً في انتاجه ويكون ﺃﻛﺜﺮ منه ضراوة وقسوة..

إﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺩﻭﻟﺔٌ ﺫﺍﺕ ﻣﺨﺎﻟﺐ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﻧﻜﺴﺮ ﻣﺨﻠﺐ ﻧﻤﺎ ﻣﺨﻠﺐٌ ﺁﺧﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﻘﺪﺍ ًوﺿﺮﺍﻭﺓً ﻭﺷﺮﺍﺳﺔ.. هكذا يحكي لنا تاريخ الصراع اليمني..
صحيح ..أن ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐُ ﻳﻌﺸﻖ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺼﺒﺢ ﺗﻮﺍﻗﺎً ﻟﻠﻘﺼﺎﺹ ﻭﻣﺸﺘﺎﻗﺎً ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺹِ
ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻗﻮﺓٌ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﺡ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪُ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻏﻴﺮﻫﺎ .
المشكلة ﺃﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ يفتحه الحوثيون يومياً ويسعون لذلك بكل جهد يبذلونه من خلال استمرارهم في إجرامهم بحق الشعب اليمني..
استمرارهم في افعالهم يجعل من ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻣﻮﻳﺔً ﻣﻤﺎ نعتقد ..اذا لم يتم ايقافهم على يد الشرعية ويصحوا هذا التحالف من حالته الراهنة..

لقد كان ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻳﻌﻠﻢ حينها ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻤﻘﺮﺍﺗﻪِ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ وجامعاتهِ ﺃﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔً ﻣﻦ ﺣﺮﺏٍ ﻳﺨﻮﺿﻬﺎ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻮﺛﺔِ ﻓﺎﻟﺪﻣﺎﺀُ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ والبناء ﻣﺠﺮﺩ ﺭﻛﻦٍ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺗﻬﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺗﻢ ﺑﻨﺎﺅﻩٌ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻟﻜﻦ الحياة إﻥ ﻣﺎﺗﺖ ﺳﻴﺨﺴﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ﻧﻔﺴﻪ..
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺮﺑﺎً ﻋﻠﻰ حزبٍ ﺃﺭﺍﺩَ لهم اﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺄﺭادوا ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ بل ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻝ..
لقد عرف كل من ﺍﻧﻔﻠﺘﺖ حينها ﺃﺿﻐﺎﻧﻬﻢ ﻭﺍﻧﺸﺮﺣﺖ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﻟِﻤﺎ ﺣﻞ ﺑﻤﻘﺮﺍت الإصلاحيبن ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﻮﻳﺎً ﻷﻧﻪ يقاتل ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ بل ﻷﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀٍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔِ ﻟﺪﻳﻪ ﺧﻄﻮﻁٌ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻻ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻨﻪ ﺍﻻﻧﻘﻀﺎﺽ، إلا اﻟﻮﻃﻦ هو ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻭﻋﻮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﻌﻄﻔﺎﺕ التاريخية ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺑﺤﺴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﺘﻌﺮﻓﻮﺍ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻫﻮ
ﺍﻟﻬﺪﻑُ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻜﻞ ﺃﻋداء اليمن..
لقد ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻸﺳﺘﺎﺫ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻴﺪﻭﻣﻲ ﻭﻗﻔﺔً ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮﻁ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻓﻘﺎﻝ حينها ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕٍ ﺃﺛﺎﺭت عاصفة ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔِ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺠﺎﻥِ ﻟﺪﻯ بعض ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺗﻬﺎ صحيفة الثوري حينها ﻋﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻡ..
لقد ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺤﻮﻯ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت الاستاذ/اليدومي ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺑﻘﻠﺐٍ ﻣﺘﻮﺟﺲ وعين ﺧﺒﻴﺮﺓ بينما كان اولئك يقرأونها بعيون انتهازية، ﻓﺎﻟﻌﻨﻒ ﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭما حصل حينها بين تلك القوى وبين الحوثيين من تقارب وتشجيع لبعضهم البعض لم يكن حينها يعني للوطنيين ﺳﻮﻯ ﺗﺤﺎﻟﻒٍ ﺿﺪ ﺍﻟوطن ﻭﻟﻴﺲ ﺿﺪ ﺍﻹﺻﻼﺡ ..!

ﻭختاماً – وفي ذكرى تأسيس أكبر الاحزاب اليسارية في الوطن نقول: أنه ﻻ ﻋﻴﺐ لأولئك أن يعترفوا ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ، العيب هو في الاستمرار في ذات السياسة التي نشاهدها اليوم تتكرر في عدن وفي بعض المناطق المحررة والمساندة للاصوات المضرة بالوطن ووحدته وامنه واستقراره،العيب أن يصدر بيان عن الاحزاب السياسية في عدن يدين كل الاعمال الخارجة عن الدستور والقانون والاجماع الوطني المضرة بالوطن ووحدته وبالشرعية وجهودها في استعادة الدولة وتحرير ماتبقى من ارض الوطن من رجس الانقلاب موقعاً من كل الاحزاب السياسية باستثناء الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري،العيب ﺃﻥ لايعترف أولئك أن حربهم ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻝِ قد ﺃﻧﺠﺐ لهمَ ﺇﺳﻼﻣﺎً آﺧﺮ..
ﺇﺳﻼﻣﺎً ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭِ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡِ ﻭﺃﻧﺼﺎﻑِ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝِ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ إﺳﻼﻣﺎً ﻣﺘﻄﺮﻓﺎً ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻝ ﻛﻔﺮﺍً ﺑﻮﺍﺣﺎً ..فما بالكم بما دونه..!

إن العنف ﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭالتطرف ﻻ ﻳﻮﻟﺪ ﺇﻻ ﺗﻄﺮﻑ مقابل..
تلك ﺣﻘﻴﻘﺔٌ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ الجميع في هاوية ستكون -لاقدرالله- أعمق من الهاوية التي نحن عليها اليوم..!

شاهد أيضاً

ستشرق شمس صنعاء من أرض غزة

اقليم تهامة ـ ياسر ضبر تتحكم المخابرات الأمريكية والبريطانية بنظام الحكم الايراني، بل وتتربع عناصرها …