النقاد المفلسون

اقليم تهامة – ✍مصلح الأحمدي

​
بعض الأشخاص لا هم لهم سوى النقد والتجريح والتشهير.. وأحياناً: الكذب والزور والبهتان..

لا يستحسن الجميل ولا يقر الحقيقة ولا يعيش الواقع.. 

ينتقد – وبشدة – كل الأشخاص دون استثناء، في كافة التخصصات .. ينتقد السياسيين والاعلاميين والمثقفين والتربويين والأكاديميين ورجال المال والأعمال والمهندسين .. يستخف بالعلماء ويسفه الشعراء .. ويقدم تعليمات وملاحظات للجميع .. مع العلم أنه ليس واحداً من الأشخاص الذين ذكروا.. لا يشتغل بالسياسة ولا يجيد الكتابة ولا هو من رجال الفكر والثقافة، بعيداً عن الشعر ولا يعرف الأدب!

يتكلم كلام الواثق من نفسه .. ويكتب بلهجة شديدة .. يحسبه من يجهله (بروفيسور) عصره، حتى إذا عرفه لم يجده شيئاً..

يحدثك عن النجاحات وهو عنوان الفشل ويتكلم عن الانتصارات وهو – بحد ذاته -انتكاسة.

كثير الكلام والتنظير والتجريح و(التشريح) والتحريش .. عديم الفعال والإنتاج والجدوى والمنفعة.. لا يكترث بنصح ولا يرعوي من زجر ولا يستفيد من درس.. خامة الغباء .. كثير الكبرياء شديد المراء..

يستغرب الإنسان كثيراً عندما لا يسأل هذا الشخص نفسه -أو هؤلاء الأشخاص أنفسهم – لماذا يتوقفون عند كل عثرة ومع كل زلة حتى أخطاء كيبورد الهاتف أو الحاسوب.. لماذا يتوقف هذا الشخص أو بضعة أشخاص دون غيرهم في كل يوم طوال الاسبوع وعلى مدى الشهر وفي كل عام . !!

وفي حين يغض الطرف المستهدفون من حملات هذا الصنف الاستثناء – يتصور هؤلاء المعاقون فكرياً أن ذلك جزء من الإنجاز في طريق الإجهاز .. ساء ما يحلمون.

لن نجد تفسيراً لمن يصرخ بأعلى صوته بألفاظ نابية وعبارات مقيتة يطال بها أولئك المرابطين في قمم الجبال الشاهقة دفاعاً عن الأرض والعرض وهو مسترخ في أحد الفنادق أو مشغول بأعماله الخاصة أو متفرغ لهذا العمل المشين.. لا نجد تفسيراً لذلك سوى أن هؤلاء قد أصبحوا فريسة لداء عضال استحق بموجبه الشيطان لعنة العزيز الجبار.. وهم أحوج ما يكونوا إلى التبرؤ منه قبل فوات الأوان.. كما يحتاجون ﻹعادة تأهيل جذري ليندمجوا في مجتمع يعمل بجد من أجل لم الشمل ووحدة الصف وتضميد الجراح .. والعمل لخدمة وطننا الغالي بكل ما أتينا من قوة.

نحن بحاجة إلى العمل والجدية لا الجدل والمراء.. إلى (التغابي) لا الغباء .. إلى الإخلاص .. لا النفاق والتملق.. إذ أن كل عمل غير سوي أو تصرف لا مسؤول يعود بنتائج سلبية على وطننا الغالي.. وهو ما يعد ظلماً بحق هذا الوطن المعطاء:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند