الرئيسية / الأخبار / أخبار محلية / إلى أين يتجه الجنوب ؟ وأبرز ثلاثة سيناريوهات متوقعة بعد أحداث عدن ..تفاصيل

إلى أين يتجه الجنوب ؟ وأبرز ثلاثة سيناريوهات متوقعة بعد أحداث عدن ..تفاصيل

اقليم تهامة – متابعة خاصة

 

أثارت الاحداث المتسارعة في العاصمة المؤقتة عدن، بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للشرعية وقوات الحزام الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومين من الإمارات، تساؤلات اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وشهدت العاصمة المؤقتة عدن اشتباكات طاحنة منذ يومين زادت وتيرتها فجر الثلاثاء، انتهت بسيطرة مليشيا الزبيدي على مقر اللواء الرابع حماية رئاسية التابع للشرعية، بعد تدخل الطيران الاماراتي.

وفي وقت سابق اليوم، سيطرت قوات “الحزام الأمني” التابعة للمجلس الإنتقالي على مقر معسكر قوات اللواء الرابع حماية رئاسية في عدن.

وقال قائد معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية في بيان له، العميد مهران القباطي، إن الطرف الداعم للإنقلاب مصر على إسقاط الشرعية في إشارة إلى “الإمارات العربية المتحدة”.

مخطط تقسم اليمن

وفي السياق أشار وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان إلى أن ما يحدث في عدن هو بداية لمخطط تقسيم وتفتيت اليمن من قبل دولة الإمارات.

وقال الرويشان ” إذا تمّ تقسيم اليمن ستهرب أُمّ القوين”، بإشارة منه لدولة الإمارات، واستغرب من صمت السعودية تجاه ما تمارسه الإمارات في جنوب اليمن، وقال “ردّة الفعل الباردة من التحالف على معارك عدن شجّع على استمرارها حتى اللحظة”.

واضاف “لم يتعلم التحالف الدرس ولا يريد، سقطت صنعاء قبل ذلك تحت سمعه وبصره، ويتم اليوم جرجرة عدن وسحبها لنفس الحفرة، لنفس النهاية، تحت سمعه وبصره أيضًا”.

وتساءل الرويشان “من البداية.. لماذا تم السماح بإنشاء الأحزمة الأمنية كجيشٍ في مواجهة جيش الشرعية؟ وقال “لماذا فعلت الإمارات ذلك؟”

وتابع الرويشان “تكافئون الانقلاب الحوثي بالانفصال، يا لها من جائزة كبرى، ينتظرها متربّصًا فاتحًا فاه، ينتظر التفاحة حتى تسقط في فمه! بينما تهزّون الشجرة بلا أدنى مسؤولية” وقال “أنتم تقتلعون الشجرة ولا تهزّونها فحسب يا عديمي المسؤولية”.

وخاطب السعودية قائلا “تتفرّجون وهم يحاصرون القصر الرئاسي الليلة”، مضيفا “ستندمون”، وقال “ثقوا إذا تم تقسيم اليمن، ستهرب أمّ القوين وسيهرب رأس الخيمة ويطير، حتى الدمّام ستسيل دمًا!.

دفن كيان الدولة

من جهته قال المفكر السعودي مهنا الحبيل، “مهم جدا فهم سحق ابوظبي للشرعية اليوم في عدن، ودفن اي متبقي لكيان الدولة وقانونيتها الدولية، فهو مساعد كبير -حسب قوله- لزج اليمن وخاصة في الشمال، في حرب اهلية طاحنة، لتامين ضم الجنوب إلى علم امارة ابوظبي وسيادتها الاقليمية”.

واضاف الحبيل “الغريب أن ابوظبي قدمت ذلك بانه تامين للحدود السعودية”.

وقال “فشلت محاولات أبوظبي، لزج حزب الاصلاح كقوة عسكرية مقابلة للحوثيين، حتى تكون المواجهة يمنية طائفية، وتمسك الاصلاح بقوات الشرعية وواجهتها الرسمية، رغم اختراق السلفية الطائفية كتلة اصلاحية تحت رداء الصحوة الخليجية، فاضطرت ابوظبي لسحق الشرعية، قبل اي تقدم ضد الحوثيين يفسد مخططها”.

لعبة تدميرية

الكاتب الصحفي مصطفى راجح ذهب برأيه إلى أن ما يحدث في عدن، هو بموافقة السعودية، وقال إن “مسقط هي الهدف التالي”. كما توقع راجح أن تبدأ عمان في تحالفات مع اطراف داخل الشرعية وداخل الجنوب استعدادا للمرحلة القادمة المفتوحة على صراعات متداخلة.

وقال إن “انقلاب انفصاليي الضالع، ولحج بداية وليس نهاية” مؤكدا أن الرياض ستدفع ثمنا باهضا للعبتها التدميرية”.

تصفية للقضية الوطنية

الكاتب والسياسي عبدالعزيز المجيدي، غرد قائلا “لم يعد هناك من تفسير لصمت القوى السياسية حيال ما يجري، سوى أنها باتت تقبض المال لقاء التواطؤ لتصفية القضية الوطنية، وضرب كل ما كانوا يتشدقون به عن مخرجات الحوار الوطني.

وأضاف “اذا كانت كل هذه الحرب المدمرة قامت من أجل استعادة “الشرعية” المزعومة، فماذا تبقى من هذه الخرقة المسحوقة في عدن؟

وأكد أنه لا خيار أقل كلفة أمام اليمنيين الآن، سوى البحث عن طريقة لإيقاف الحرب بعيداً عن تدخلات التحالف، وقال “هذا هو المتاح والقريب، تمهيداً لتسوية عادلة تحفظ للجميع وجودهم ومواجهة الأخطار الوجودية التي تحدق ببلدهم”.

وقال “يجب أن تتوقف لُعبة الدم وأن لا يستمر اليمنيون في إراقة دم بعضهم لمصالح خارجية”.

انتحار

السفير اليمني لدى بريطانيا والأمين العام السابق للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان بدوره قال “إن ما يحدث في عدن اليوم من اقتتال هو انتحار لكل ما يشهر من أهداف ومن شعارات في مواجهة بعضها البعض”.

وأشار ياسين إلى أن القضية الجنوبية ليست مستفيدة من تلك الفوضى وقال “فلا القضية الجنوبية مستفيدة من هذه الفوضى، ولا قضية التحرير التي تحمل لواءها الشرعية ستتوفر لها الشروط لمواصلة استكمال المهمة”.

إلى أين يتجه الجنوب

مع تصاعد الأحداث في العاصمة المؤقتة عدن، عقب الانقلاب الذي نفذه ما يُعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات العربية المتحدة إحدى الدول المشاركة في التحالف العربي، بات مصير جنوب اليمن غامضا.

حاولت بعض الأطراف ركوب الموجة واستغلال الفوضى التي عادت مجددا إلى عدن، والمُطالبة بالانفصال، بينما آخرين أرادوا اللعب بورقة الانقلاب للمطالبة بتغييرات واسعة في الحكومة، بينما كان لدى الإمارات -الدولة الداعمة للانقلاب- أهداف أخرى تتمثل بدعم حلفائها أتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إضافة إلى توسيع نفوذها في الإقليم بسيطرتها على الموانئ اليمنية ومضيق باب المندب.

رمى كل أولئك خلف ظهورهم، بمختلف المرجعيات، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي تم التوافق عقب ذلك من قِبل جميع المشاركين فيه، على شكل الدولة وحل مختلِف المشكلات التي كثيرا ما كانت تتسبب بتهديد أمن واستقرار اليمن.

وقد بدا كذلك التوجه الدولي نحو ما يجري بعدن، إذ وصف إعلام بعض الدول -منها بريطانيا- أحداث العاصمة المؤقتة، بأنه صراع بين انفصاليين والشرعية التي جاء التحالف العربي لإعادتها.

لكن ما زال مراقبو الملف اليمني يرون أن الجنوب لن يتجه خلال المستقبل القريب نحو الانفصال، في ظل تأرجح الموقف السعودي، خاصة أن تأييدها لانقلاب ثانٍ في عدن سيضعها في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، كونها جاءت لاستعادة الدولة من مليشيات الحوثي الانقلابية، ودعم الشرعية.

الانفصال

ومن المعروف أن جنوب اليمن خضع في وقت سابق للاحتلال البريطاني طوال أكثر من قرن، إلى أن تم التخلص منه في ثورة 14 أكتوبر/تشرين الأول 1963، وجلاء آخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967.

وحول ما إذا كان الوضع يتجه –حاليا- بالجنوب نحو الانفصال، يرى الكاتب والصحافي رياض الأحمدي، أن ذلك ليس جديدا، وبدأ منذ تأسيس القوات في المحافظات الجنوبية منذ عامين، بالإضافة إلى التواجد القليل لمسؤولي الشرعية الشماليين في الجنوب.

واستدرك في سياق تصريحه لـ”الموقع بوست” ولكن هذا لا يعني أننا نتجه للانفصال إلى دولتين، وإنما ربما إلى ترسيخ أمر واقع أقرب للانفصال، إلى أن يتم تحقيق الاستقلال.

وعن موقف الدول الفاعلة في الملف اليمني مما يجري بعدن، فأفاد أن هناك أطراف دولية وإقليمية فاعلة، تجد مصلحتها بسياسة فرق تسد؛ لضمان بقاء اليمن بأيدي الخارج.

مشروع الفدرالية

وكان اليمنيون قد اتفقوا بعد انتهاء الحوار الوطني، على شكل الدولة الذي تقرر أن تكون اتحادية مكونة من ستة أقاليم، وهو ما لم يتحقق بعد أن دخلت البلاد في حرب شرسة عقب انقلاب سبتمبر/أيلول 2014.

ويعتقد المحلل العسكري علي الذهب أن مطالب ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، المتمثلة بإسقاط الحكومة، ليست الهدف الجوهري لهم.

وسيترتب على إسقاط الحكومة –بحسب الذهب الذي صرح لـ”الموقع بوست” تشكيل حكومة جديدة، وقد يكون هنالك نائبا للرئيس أو نائبا لرئيس الوزراء، ووزير في نفس الوقت، من حصة المجلس الانتقالي.

وأكد أن الهدف مما يجري بالجنوب هو التهيئة للتقسيم الفيدرالي من إقليمين أو من عدة أقاليم، ولكن بخضوع سلطاتها لأطراف التحالف، التي تمثل بدورها واجهة لقوى دولية ذات مصالح مشتركة، في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وكان الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، دعا إلى تشكيل قيادة جديدة وحكومة وحدة وطنية توافقية، وسحب كافة أسلحة المجاميع المسلحة وتسليمها لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية، وقيام دولة اتحادية من إقليمين لفترة مزمنة، وإعطاء الشعب في الجنوب حقه في تقرير مصيره بنفسه.

ودخلت الصراع في جنوب اليمن، مرحلة حرجة بعد محاولة الانقلابيين بعدن إسقاط الدولة بالقوة، وهو ما لم ينجح حتى اللحظة.

وكان قائد اللواء الرابع حماية رئاسية العميد مهران قباطي، أكد أن مواصلتهم النضال حتى تثبيت دعائم الشرعية وإسقاط الانقلاب”، مشيراً أن الانقلابيين لن يستمروا فهم لا يملكون غطاء شرعيا ودستوريا، على حد قوله.

شاهد أيضاً

قيادات الإصلاح تستقبل العزاء في رحيل الشيخ الزنداني وسط حضور كبير بمأرب

اقليم تهامة – مارب أقامت الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح والأمانة العامة، اليوم الأربعاء في …